تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لم تكن الإبادة للأرمن فقط...!فلنوثق ما يجري اليوم..

خَطٌ على الورق
الثلاثاء28-4-2015
أســــــــــعد عبـــــــــود

لم يكن الأرمن وحدهم الذين تعرضوا لمحاولة الإبادة من قبل السلاطين العثمانيين طوال أربع قرون من الزمن.

في تاريخ العديد من الشعوب والحواضر والأمم والمذاهب والأديان حقائق تروي سيراً عما جرى وكان يشكل عملية ابادة ممنهجة ومقصودة، اقترفت في إطارها جرائم مروعة، على الهوية.‏

السير الشعبية وآداب الشعوب عند العرب اليونان وعند البلغار والعديد من أتباع الأديان والمذاهب المختلفة، بمن فيهم مذاهب إسلامية متعددة، تروي حكايات مرة عن أيام السلاطين ليس أمر ما فيها أيام «السفربرلك» أبداً !!. أيام السلاطين، الأقدمين... سليم الأول مثلاً الذي تتذكره دمشق ببقايا «الخازوق» - منطقة التكية السليمانية - الذي كان ينفذ عليه أحكام الاعدام وهو أسلوب فريد للإعدام يحمل شهادة ابتكار واختراع عثمانية بامتياز.‏

سليم الأول وسليمان القانوني، وغيرهما، يبدو من السير المروية وبتواتر يقربها جداً من الحقائق الدامغة أن ماشهدته أيام السفربلك لم تكن بمستوى ما عرفته تلك الأيام.‏

السفر برلك عملياً هوالحرب العالمية الأولى، وكل الشعوب التي خاضتها شهدت مرارة الأيام والموت الزؤام.. ولأنها حرب عالمية شهدت نوعاً من التوثيق وشهدت انهيار الإمبراطورية العثمانية فأتيح للشعوب التعرف على ويلاتها.‏

أما المذابح الأولى فقد كانت مذابح لهدف واحد هوالإبادة لتؤمن للعرق التركي وهم أقلية في الإمبراطورية العثمانية السيطرة الكاملة على كل الذين عاشوا تحت النير العثماني على أسس دينية ومذهبية وعرقية.. كل هذه المذابح وبكل أسف غير موثقة بشكل علمي متكامل وشامل.. لكن بتقديري أن ذلك ممكن إن سعت إليه مؤسسات علمية باحثة عن الحقيقة ومتمتعة بالإمكانات.‏

إن من أهم ما يميز المذابح ضد الأرمن وجريمة الإبادة الجماعية بحقهم، وهي من أكبر الجرائم التي عرفها التاريخ، هوالنجاح النسبي في توثيقها ونشرها والتمسك بضرورة الاعتراف بها.. وهوعمل مبارك يمكن لكل الشعوب والمجموعات والطوائف التي عانت من العسف العثماني أن تستفيد منه للوصول إلى حقائق ما جرى في ذاك التاريخ الطويل الأسود.. هل تظنون أنه عن عبث ترفض أوروبا ضم تركيا لاتحادها ؟؟!!‏

لكن.. قبل السعي للبحث في التاريخ.. ومايمكن أن نسميه نبش الماضي.. لنوثق بدقة ما يجري اليوم. ما تقدم عليه الحكومة التركية اليوم من تسهيل عمل الإرهاب في المنطقة وهوغير خفي عن جميع مراكز الرصد والمتابعة والبحث العلمي أجدر بالتوثيق الدقيق وبالصور.. ولايشغلنا عن ذلك سهولة التوثيق في العصر العلمي الذي نعيشه !!! فما تتيحه تكنولوجيا العصر من إمكانات داعمة للتوثيق، تتيح مثله لدعم التوثيق الكاذب والمضلل.‏

نحن اليوم في العام الخامس للمذابح الارهابية في سورية.. ويعرف العالم بأثره حقيقة الدور التركي فيها. بل إن العديدين من حلفاء تركيا أقروا بها بهذا الشكل أوذاك وإن كان بشكل متلعثم أويستوجب الاعتذار لأسباب سياسية بحتة.‏

يجب أن نوثق للدم السوري المهدور.. فإن كنا لم نبدأ بعد، علينا أن نسرع.. والحذر كل الحذر من الظن أن كل شيء واضح ؟! فالذين يوثقون للتضليل والكذب لا يتوقفون يوماً عن عملهم... هل بدأنا...؟ ! ذلك يتطلب هيئة عمل مستقلة بإمكانات مميزة.... فهل بدأنا...؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 646
القراءات: 948
القراءات: 931
القراءات: 906
القراءات: 955
القراءات: 992
القراءات: 999
القراءات: 980
القراءات: 1074
القراءات: 1089
القراءات: 1023
القراءات: 1066
القراءات: 1039
القراءات: 1078
القراءات: 1335
القراءات: 1218
القراءات: 1122
القراءات: 1142
القراءات: 1201
القراءات: 1201
القراءات: 1209
القراءات: 1229
القراءات: 1223
القراءات: 1277
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية