تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ليس خيالاً ضَريبيَّاً

على الملأ
الثلاثاء 28-4-2015
علي محمود جديد

ليس في سورية وحدها، وإنما في كثير من دول العالم، ولاسيما في تلك الدول الآخذة في النمو، تعاني من مسألة التهرّب الضريبي نتيجة اختلاطات غير طبيعيّة في الأسلوب المتّبع بالتعاطي مع الضريبة، سواء أكان من جهة المُكلّفين، أم من جهة الدولة،

أم الوزارة المعنيّة في فرض الضرائب وملاحقتها وجبايتها، وهذا كله ناجم عن العبء الحقيقي الذي يواجهه المكلّفون في نهاية كل عام بذلك الرقم الضخم الذي تظهره نتائج الأعمال وعلى أساسه تُفرض الضريبة، أو ليس على أساسه أحياناً عندما يُبالغ المُكلّف في تسخيفِ أعماله وإظهارها أعمالاً خاسرة على الرغم من تحقيقها للأرباح بشكلٍ حقيقي.‏

فبالنسبة للمكلّفين صار معروفاً للقاصي والدّاني أنّهم يعمدون إلى استخدام الدّفترين، دفتر حسابات الأعمال الحقيقية، التي تعطي نتائج الأرباح، ودفتر حسابات الأعمال المزوّرة، أو لنقُل المنقوصة التي تروي بالنهاية نتائج أعمال غير صحيحة تشير إلى تحقيق المزيد من الخسائر.‏

العملية مكشوفة ولا داعي لإظهار الدلائل أو القرائن عليها، ولأنها كذلك فقد صارت كبابٍ عريض للذرائع عند فارضي الضرائب وجُباتها من الجهات الحكومية، ما أدّى إلى ظهور المعادلة السائدة المُكلّلة بالفساد، والتي تعتمد على مبدأ فرض الضريبة بالتراضي بين الطرفين، وذلك بترجيح حلٍّ ثالث يتمثّل برفض معطيات الدّفترين، حيث يوضع الدفتر الأول المزوّر جانباً، ويتم الاستئناس بالدفتر الثاني ولكن مع التخفيف من وطأته، فيجري الاتفاق على فرض ضريبة جديدة، تكون عبارة عن تقسيم جديد للضريبة عبر صفقات تحت الطاولة بين الأطراف الثلاثة ( المُكلّف، والجابي، والجهة الرسمية ) فالمكلف يدفع ما يجده معقولاً، وعلى قسمين، قسمٌ بالتراضي لجيبة الجابي، وقسم باتفاق فاسد لخزينة الدولة، فتشتبك حالة الفساد بين الأطراف بطريقة يصعب حلّها، إذ يدفع المكلف رشوته للجابي دون أن يكون قادراً على فضح الجابي، وتقديم الشكوى ضده، فليس من مصلحته المادية ذلك، لأن هكذا شكوى ستُفضي إلى فرض مبالغ أعلى على المكلّف، ومساءلته ومحاسبته، والجابي المرتشي لن يستطيع الشكوى على من رشاه، لأنه في النهاية يُعرّض نفسه للمساءلة والعقاب أيضاً، وأجهزة الرقابة في الدولة لن يسهل عليها كشف هذا التعاون الفاسد المُتقن بين الجابي والمكلّف فإن حصل ما حصل يُقدّم لها بيانات ووثائق لا يأتي الباطل من خلفها ولا من بين يديها ..!‏

فمادام الجميع يدرك هذه الحقيقة، ولا يستطيع أحد تطويقها ومعالجتها، ما رأيكم بتغيير أسلوب جباية الضريبة ..؟ فبدلاً من تجميعها بضربةٍ واحدة في آخر العام، ألا يمكننا تجزئتها والتخفيف من وطأتها..؟ كأن نقسمها على أرباع السنة، أو على أشهرها..؟ لعلنا هكذا من خلال طريقةٍ مبتكرةٍ ما.. ندفع بالمكلّفين لأن يلتزموا بدفع ضرائبهم المستحقة، وبالشكل المريح والميسّر.. وبلا تردد.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي جديد
علي جديد

القراءات: 11504
القراءات: 875
القراءات: 849
القراءات: 860
القراءات: 915
القراءات: 896
القراءات: 884
القراءات: 885
القراءات: 925
القراءات: 944
القراءات: 862
القراءات: 940
القراءات: 949
القراءات: 927
القراءات: 1056
القراءات: 983
القراءات: 960
القراءات: 1028
القراءات: 966
القراءات: 1039
القراءات: 940
القراءات: 1016
القراءات: 1037
القراءات: 1038
القراءات: 1098
القراءات: 1088

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية