تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كل شيء مألوف..!

رؤيـــــــة
الاثنين 30-10-2017
سعاد زاهر

مشمسة أغلب أيام السنة، من النادر أن تغيب شمسها، الا في بعض اوقات الشتاء، قد تفكر الشمس آسفة على المغادرة، دون ان تتركتا كليا..!

نمتلئ ضجيجا لانهدأ، ولكن حين تقرر رغما عنك انتظارا لموعد ما.. حالة طارئة دخول احد مقاهي مدننا ومراقبة وجوه المارة، تستغرب كل هذا الحنق الموجود على محياهم.. والكآبة المقيمة!‏

كأن لاشيء يعيد طمأنينتهم مسلوبة، ما ان تبادر للحديث مع آخر لايشبهك، لاتعرف كيف تقاطعه، لكي تعود الى شرودك يبدأ بسرد آلام لاتنتهي، وكأنك لقيته المفضلة، لايصدق أنه أخيرا عثر على من يستمع اليها كلها..‏

تفكر بتبديل مكانك، سرعان ما تغير رأيك.. الهروب لايجدي، تستسلم، وتبدا بالاستماع متخليا عن توترك.. مستعملا حيلة قديمة، هو يتكلم.. وانت تذهب بذهنك حيث تريد.. وحين تعاود النظر اليه، تستغرب هذا الهدوء والاستسلام اللامبالي.. أهو نوع جديد من عبثية الحروب ولهوها القاتل..؟‏

قد تلفت سمعك جملة، لكن سرعان ماتجري مقارنة مع ماحدث معك، حين ينهي أو مقطع من حديثه، تستغرب كيف تتشابه القصص كلها..‏

بدايات بهية.. انتظار وأحلام.. وأمل.. وثمة الكثير من الجهد.. تفاديا لمستقبل غامض.. في النهاية كل شيء، ينتهي بلمح البصر وتصل الى خراب حقيقي لاينفع معه خيالاتنا الهاربة..!‏

لاتصدق كما يفعل الجالس أمامك.. ماعشناه..!‏

الفرق بينك وبينه أنك هدأت وحاولت اعتياد الخسران، بينما هو لايزال يتمسك بتلك اللحظة التي كان عليها سابقا، معتقدا انها ستعود يوما.. حسنا يفعل..!‏

ربما أسوأ من الخسران..!‏

اعتياده دون مقاومة مؤمنا أن مقاومتك قد تفقدك مناعتك الذاتية حين تعيق استسلامك وتوسع آلامك.. حتى لو حاولت ان ترمم ماحدث طيلة الوقت.. لكن يعلق في حلقك وجع لاينتهي.. اي حدث سرعان مايعيدك الى مصائرنا حين ترتبط بوضع عام..!‏

حينها اي نكسة تبدو كارثية، فجميعنا نمتلك جدرانا مهدمة.. واتكاؤنا الذي اعتدنا عليها سابقا.. لايجدي، فجدراننا متهالكة.. بالكاد نتمكن من الاتكاء عليها وحدنا..!‏

soadzz@yahoo.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 سعاد زاهر
سعاد زاهر

القراءات: 11383
القراءات: 877
القراءات: 947
القراءات: 894
القراءات: 1061
القراءات: 890
القراءات: 910
القراءات: 868
القراءات: 886
القراءات: 916
القراءات: 930
القراءات: 902
القراءات: 930
القراءات: 937
القراءات: 970
القراءات: 999
القراءات: 983
القراءات: 1001
القراءات: 975
القراءات: 1077
القراءات: 990
القراءات: 1037
القراءات: 1042
القراءات: 1055
القراءات: 832
القراءات: 899

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية