نمتلئ ضجيجا لانهدأ، ولكن حين تقرر رغما عنك انتظارا لموعد ما.. حالة طارئة دخول احد مقاهي مدننا ومراقبة وجوه المارة، تستغرب كل هذا الحنق الموجود على محياهم.. والكآبة المقيمة!
كأن لاشيء يعيد طمأنينتهم مسلوبة، ما ان تبادر للحديث مع آخر لايشبهك، لاتعرف كيف تقاطعه، لكي تعود الى شرودك يبدأ بسرد آلام لاتنتهي، وكأنك لقيته المفضلة، لايصدق أنه أخيرا عثر على من يستمع اليها كلها..
تفكر بتبديل مكانك، سرعان ما تغير رأيك.. الهروب لايجدي، تستسلم، وتبدا بالاستماع متخليا عن توترك.. مستعملا حيلة قديمة، هو يتكلم.. وانت تذهب بذهنك حيث تريد.. وحين تعاود النظر اليه، تستغرب هذا الهدوء والاستسلام اللامبالي.. أهو نوع جديد من عبثية الحروب ولهوها القاتل..؟
قد تلفت سمعك جملة، لكن سرعان ماتجري مقارنة مع ماحدث معك، حين ينهي أو مقطع من حديثه، تستغرب كيف تتشابه القصص كلها..
بدايات بهية.. انتظار وأحلام.. وأمل.. وثمة الكثير من الجهد.. تفاديا لمستقبل غامض.. في النهاية كل شيء، ينتهي بلمح البصر وتصل الى خراب حقيقي لاينفع معه خيالاتنا الهاربة..!
لاتصدق كما يفعل الجالس أمامك.. ماعشناه..!
الفرق بينك وبينه أنك هدأت وحاولت اعتياد الخسران، بينما هو لايزال يتمسك بتلك اللحظة التي كان عليها سابقا، معتقدا انها ستعود يوما.. حسنا يفعل..!
ربما أسوأ من الخسران..!
اعتياده دون مقاومة مؤمنا أن مقاومتك قد تفقدك مناعتك الذاتية حين تعيق استسلامك وتوسع آلامك.. حتى لو حاولت ان ترمم ماحدث طيلة الوقت.. لكن يعلق في حلقك وجع لاينتهي.. اي حدث سرعان مايعيدك الى مصائرنا حين ترتبط بوضع عام..!
حينها اي نكسة تبدو كارثية، فجميعنا نمتلك جدرانا مهدمة.. واتكاؤنا الذي اعتدنا عليها سابقا.. لايجدي، فجدراننا متهالكة.. بالكاد نتمكن من الاتكاء عليها وحدنا..!
soadzz@yahoo.com