وتأمين كل ما يلزم لضمان التغذية المالية لها، وتوفير الخدمات اللوجستية والفنية، لإزاحة ما يمكن إزاحته من عراقيل تُهدّدُ سلامة التنفيذ، وتقي من عدم أو حتى الإبطاء في التنفيذ.
وبلا كللٍ ولا ملل كثّف رئيس الحكومة برنامج الزيارة بشكلٍ كبير، فخلال يوم ونصف، جال محافظة اللاذقية من غربها إلى شرقها، ومن شمالها إلى جنوبها، شاملاً بذلك مناطقها الأربع، فمن منطقة القرداحة، إلى منطقة جبلة، ثم إلى منطقة الحفة، وصولاً إلى رأس البسيط في منطقة اللاذقية، ليطمئن على ما حصل بتلك المشاريع، ولكنه لم يكتفِ بهذا الاطمئنان فقط، بل راح يؤسس لمشاريع أخرى جديدة، لتُشكّل أملاً جديداً سننتظر قدومه .
كانت حالة المشاريع السابقة جيدة وموفقة في الغالب، فنصف المنطقة الحرفية في القرداحة كان مُنفّذاً، وجسر مسكينة في مدخل مدينة جبلة صار جاهزاً وقد وضعه رئيس الحكومة بالخدمة، رغم بعض الرتوش البسيطة التي أبقته قيد الإكمال، غير أن الاستثمار تمّ بنجاح، ومشفى جبلة الجديد يسير ضمن برنامجه الزمني المُحدّد، ففي منتصف العام المقبل سيكون على الهيكل، فهو مشروع ضخم ويحتاج وقتَه للنضوج، وفي الحفة اطمئن رئيس الحكومة على ترميم مئات بيوت المهجّرين في القرى المحررة، فكان واقعاً مُريحاً طالما أوصى به، ومن الحفة إلى سد الشيخ حسن في البسيط، حيث اطمأن على وضعه، وهو يستحق الاطمئنان، ففور إنجازه سيروي 300 هكتار من حوله .
وعلى الرغم من هذا كله، وعلى الرغم أيضاً من التأسيس لمشاريع جديدة ينتظرها الكثيرون، كمشروع ضاحية النبلاء التي ستوفر نحو ألف شقة سكنية في منطقة القرداحة، والتي شكّلت إعلاناً للتوجّه نحو العناية بالسكن المناطقي خارج المدن، وهذا توجّه مهم جداً من حيث المبدأ، لما يمكنه من أن يشكّل تحفيزاً للهجرة المعاكسة، وكذلك مشروع مكاتب ووكالات السيارات في المنطقة الصناعية في اللاذقية، إلاّ أنّ الغصّة العسيرة التي تُثيرُ ألماً بالغاً وهمّاً ضاغطاً، كانت في مخاوف الفشل الذي يهدد مشروع معمل عصائر الحمضيات، والذي ابتهجنا في الزيارة السابقة بإشهار بدء تأسيسه، تَبِعَ ذلك تطميناتٍ خلقت الكثير من الآمال، التي دغدغت أحلامنا، بأنّ موسم الحمضيات القادم لن يأتي إلاّ ويكون المصنع قد صار جاهزاً، ليُنهي مشكلة التسويق المزمنة، ولكن مع الأسف ها قد جاء موسم الحمضيات بمئات آلاف أطنانه، والمصنع ما يزال حجر أساسٍ، ولكنه بالنهاية بقي مجرّد حجر وحسب .. !