تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الرقابة

على الملأ
الخميس 7-5-2009
علي نصر الله

في اللغة الرقيب هو الحافظ والترقب يعني الانتظار، وهما معنيان ينطويان على جانب إيجابي لاينطوي عليه(شكلاً) مفهوم الرقابة،

اذ ينزع الناس في طبيعتهم الى رفضها أو التعبير عن الاستياء من ممارستها عليهم رغم أن الشرائع تحض عليها والأدبيات الأخلاقية والقيمية تذكر بها على الدوام بل تعدد أشكالاً لها من رقابة الله إلى رقابة الضمير والذات وغيرها، فضلاً عن اهتمام المشرع بها وجعلها أساساً (محكاً ومعياراً) لتطبيق القوانين.‏

كل شيء اليوم يحتاج الى الرقابة كي يكون آمناً، التجارة – الصناعة – المنتجات – المصارف – التعليم.. العمل مهما كان شكله ونوعه ومستواه كنشاط إنساني يمارسه البشر في أربع جهات الأرض.. لماذا.. هل لأن العالم يشهد تراجعاً في التزام القيم أم انه نزوع طبيعي لمخالفتها عرفته البشرية منذ آدم ولاتزال ؟!.‏

هو سؤال صعب ومهم لكن الاجابة عنه أصعب وأهم ربما تشير كثرة القوانين الوضعية المعنية بتحديد آليات الرقابة الى صعوبة الاجابة عنه وتؤكد من جانب آخر أنها نتاج طبيعي له ولمشروعية الاستمرار في طرحة مااستمرت محاولات الغش والتدليس والتلاعب وحالات الفساد المتعددة.‏

في عالم الاقتصاد صناعة وتجارة هناك اليوم العديد من القوانين لمكافحة وقمع هذه الحالات، ولضبط الأسعار وضمان سلامة الغذاء والبيئة، ولتنظيم الأسواق والرقابة عليها حفاظاً على الحقوق والواجبات في المجتمع وبين أفراده..‏

حتى أن وجود هذه القوانين من عدمه أمسى حالة حضارية يقاس على أساسها تقدم المجتمعات تحت مسميات الجودة والمواصفات والمقاييس والمطابقة، فهل تخلفنا عنها ولماذا ؟ وهل أمست مسألة قانونية بحتة أم أنها تنطوي على مفاهيم ومعطيات أخرى ؟!.‏

لن نسعى للاستغراق بهذه الجدلية على أهمية وضرورة فهمهاوتحليلها طالما أن عالم اليوم يهتم بالرقابة كمفهوم له أبعاد فنية وحقوقية غرضها النهائي أخلاقي يتعلق بسلامة الناس وينظم العلاقات فيما بينهم.‏

وعليه ربما يسهل الاستنتاج بأنه بات لزاماً على المنتج والعامل والحكومة – كل حسب دوره – أن يمارس الرقابة الذاتية السابقة واللاحقة التي تستند الى المعايير المحددة التي تسمى مواصفات أو مقاييس سيخضع المنتج لاختبارات معروفة كي يحظى بالشهادة والاعتماد ليستطيع النفاذ الى السوق ودخول ميدان التنافس، فأين نحن من الأنظمة الفنية للجودة ؟ وهل يدفعنا التعرف الى موقعنا من ذلك الى الاسراع بحرق المراحل والاهتمام أكثر بسياسة الجودة والترويج لها بين الصناعيين الوطنيين فنحفظ صناعتنا ونحجز مكاناً لها ونترقب نتائج لانخشاها أبداً ؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1293
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية