تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضمير كي مون !!

الافتتاحية
الخميس 7-5-2009
بقلم رئيس التحرير أســــعد عبـــود

أخيراً.. وبشكل خجول الى حد كبير، خرجت الأمم المتحدة عن صمتها.. ورغم أن حجم الإدانة للجرائم الإسرائيلية اقتصر على العدوان المجرم الذي تعرضت له مؤسساتها في غزة

وكأن الذين قتلوا وقطعوا أشلاء خارج تلك الأبنية دم مباح.. أقول: رغم ذلك ترفض «إسرائيل» نتائج التحقيق، وبكل وقاحة تدعي أن تقرير اللجنة مسيّس ويحابي ضحايا غزة.. تصوروا..؟! وبشكل ما يرضخ الأمين العام للضغط الصهيوني..‏

الأمناء العامون للأمم المتحدة اتصفوا دائماً بصحوة الضمير، وبكل أسف شابت تلك الصحوة عندهم نقطة تحسب غير موضوعية للنفوذ الصهيوني في العالم.‏

لا أعني أن هذا النفوذ لا يستطيع أن يفعل شيئاً أو أن يؤذي أي شخصية دولية، إنما أعني أن من يتصدى لموقع الأمين العام للأمم المتحدة، عليه أن يصرف نظره عن مثل ذاك التحسب، وينطق بصدق وصراحة دون خوف.‏

منذ داغ همرشولد الذي دفع حياته ثمناً للضمير الحي والعين التي ترى ولا تغض النظر.. ولد التحسب لدى الأمناء العامين للأمم المتحدة، وعاصر كل منهم حالة دولية غضّ النظر فيها عن تحديات عدوانية إجرامية للبشرية والشعوب هنا وهناك.‏

لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة.. هذا صحيح جداً وعلمي.. وللأمناء العامين للأمم المتحدة كل الحق في الحذر من التحديات التي تواجههم.. لكن.. يجب أن يُجمَع الملف الذي يظهر التحديات الإسرائيلية الصهيونية للأمم المتحدة وأمنائها العامين تحديداً.. ليظهر معه حجم التحدي الذي يواجهه الضمير البشري بسبب الممارسات الإرهابية للكيان الصهيوني.‏

بطرس بطرس غالي دفع ثمن تقرير مجزرة قانا الأولى الفريدة في التاريخ.. غلّب ضميره على تحسباته -وكثيراً ما تحسب على غيرها- لكن هذه كانت أكبر من أن يُخفى تقريرها.‏

ربما أثّرت تجربة غالي على مواقف كوفي أنان.. وهو رجل متميز بجد.. فهماً وعقلاً وضميراً.. لكن.. وبكل أسف تردد أمام تحسباته الممكنة يوم جنين وتراجع عن الإدانة المسجلة.‏

اليوم بان كي مون.. يبدو أنه أيضاً رجل متميز بعقله وفهمه أيضاً.. وهو أيضاً شديد التحسب الى درجة كاد يفرغ التحقيق من محتواه.. الذي نتمنى أن ينطلق منه إلى ما هو أكثر إيضاحاً لحجم الجريمة الإسرائيلية في غزة، لا أن يقف مبرراً الجوانب الأخرى للعدوان ومتهماً الضحية أيضاً.‏

غزة ياسيدي الأمين العام تعرضت للقتل والموت في كل جوانبها.. أطفال ونساء ورجال لا يقاتلون، تحولوا إلى أشلاء داخل أبنية الأمم المتحدة.. وخارجها أيضاً.‏

...ثم...‏

لا يزال الموت يتحدى غزة..‏

وضعها تحت الحرب.. ووضعها الراهن تحت الحصار يجب أن يتصدى له الضمير الحي..‏

وضميرك حي.. ومهمتك العالمية تقتضي بمنتهى الصدق أن يسمع العالم صوت ضميرك الحي.‏

a-abboud@scs-net.org

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 07/05/2009 01:35

عندما يكون الحديث عن جرائم إسرائيل فإن الضمير الغربي يأخذ إجازة ويختفي, فهاهو الأمين العام للأمم المتحدة لم يكن أمينا أبدا , فتجاهل مجازر غزة , ولم يؤتمن على مؤسسات الأمم المتحدة التي يرأسها ففرغ التقرير من محتواه, ولم يبق إلا أن يزور إسرائيل ويطلب الصفح من الجلادين.

المهندس / محمد المفتاح - الرقة ومقيم في الرياض |  almoftah_2005@hotmail.com | 07/05/2009 08:37

الأستاذ / أسعد عبود ، تحية وبعد : 1 - عندما نذكر الأمناء العامين للأمم المتحدة ، علينا ألاّ ننسى السيد كورت فالدهايم الذي كان مثالاً للأمين العام المنسجم مع ذاته أولاً ومع المهمة المكلف بها ثانياً ، وكلنا يذكر أن القرار الأممي الذي ساوى بين العنصرية والصهيونية كان في ولايته ، وظلّ على رأيه ، وصار لاحقاً رئيساً في بلده النمسا ، وقوطع وقضى ولايته الرئاسية في عزلة قادها اللوبي الصهيوني في أمريكا وأوروبا ؛ 2 - علينا أن نعترف بأن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة بان كي مون هو من مفرزات الإدارة الأمريكية السابقة (إدارة الرئيس بوش الابن) ، وكلنا يعرف حجم الضغوطات والمساومات التي خاضتها وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة رايس بدعم من رئيسها للمجيء به على رأس المنظمة الدولية لأنه حليف موثوق به ، وبالتالي فهو لن يسمح بتمرير قرار لا ينسجم مع سياستها الخارجية ، سياسة الهيمنة والحروب الاستباقية التي أتحفتنا بها .

وفيق ، الضيعة  |  المهزلة بان كي مون | 07/05/2009 12:56

جميع العاملين في الامم المتحدة (ما عدا غلبية مندوبي الدول ) هم عملاء لامريكا واسرائيل ، انظر ماذا حدث لبطرس غالي الذي يعتبر من اكبر مهنسي كامب دافيد التي اراحت اسرائيل بشكل كبير وهدمت المنطقة بشكل اكبر ، فعندما اراد هذا المتهود (غالي) ان يصدر قرارا بادانة اسرائيل بعيد مذبحة قانا ، قامت الدنيا ولم تقعد عليه ، حتى انه هدد بحياته لولا مساندة شيراك (انذاك ) عندما كان نصف رجُل ، لكن السؤال يا اخ اسعد هل تعتقد بان هذا العميل الاسيوي القزم كي مون قادرا على التحرك بحرية في اروقة الامم المتحدة التي تعج عجا بالعملاء اقلهم مساعديه من اليهود الاميريكيين الذين ان املو عليه شيئا فانهم يملون عليه بعض العبارات الطرية والهادئة بحق اسرائيل لذر الرماد في العيون ، والايحاء بانه محايد و نزيه ، وانه منزعج من كشف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان ، وقد لا يستطيع النوم ليلا تفكيرا بهذا الامر ، قبل وصول القزم الاسيوي بان كي مون الى هذه المنصب تم وضع شروط كبيرة وكثيرة امامه لكي يأخذها معه الى البيت ويقرأها بامعان والموافقة عليها ان هو اراد الوصول الى هذا المنصب ، فان وافق فله ما اراد ، وان لم يوافق فعليه الذهاب الى اي مكان يريده ، الا انه وافق وبصم بالعشرة ، متلقنا ومستفيدا من الدرس السابق لزملائه العملاء السابقين امناء الامم المتحدة . ما اريد قوله هو.. اية نزاهة وحكم عادل ننشده من هذه الامم المتحدة القابعة في اراضي الولايات المتحدة اليهودية التي تسيطر و تملي الشروط كيفما ارادت واين ارادت ، العدالة المنشودة من الامم المتحدة لا تتم الا عبر نقل الامم المتحدة الى بلد محايد او.. بلد مستضعف على الاقل.. لا يكون واقعا تحت اي نوع من الضغوطات والاملاءات . وهذا مستحيل في وقتنا الحاضر ما لم تتغير معالم الكرة الارضية وان كان بشكل بطيء حاليا تبعا لتحركات القوى العالمية الاخرى التي اعتقد بانها مازالت مخدرة او خائفة تأخذ الضربات الخفيفة والقوية الواحدة تلو الاخرى، وكان اخرها سرقة اموال الصين الفائضة بالبلايين المبلبلة وبعض الدول الاخرى ، وايضا الركود الاقتصادي العالمي الذي سببته الولايات المتحدة عمدا وبشكل واضح جدا . انها اكبر سرقة في تاريخ البشرية .

نبيل طويشة  |  twaisha@yahoo.com | 07/05/2009 17:32

لا اظن انة سيسمع هذة الصرخة الان لانة كان صامتا عندما كانت الطائرات الاسرائيلية تدك مباني الامم المتحدة في غزة وتحتها مئات الفلسطينين الذين سقطوا ضحايا هذا العدوان.

وفيق ، الضيعة |  كلمة الضمير ليست موجودة الا في قاموس اللغة العربية | 08/05/2009 11:51

اي ضمير تتحدث عنه يا عم اسعد ، كلمة الضمير لا توجد في قواميس هؤلاء البشر ، فبعد قراءة مقالك راجعت جميع قواميس اللغات العالمية الشهيرة منها والمتدنية ، فلم اجد كلمة ضمير في هذه القواميس ، ما عدا طبعا قاموس اللغة العربية ، التي تحوي عدة كلمات انسانية لا يحويها اي معجم لغوي اخر ، ولهذا السبب يجري ما يجري لنا .هذا لا يعني ان نتخلى عن هذه الكلمات الانسانية ، الا انه يجب مراعاة استعمالها وتطبيقها وفق الضرورة ومع من . بالتاكيد ليس مع هؤلاء الاشرار ، تصور يا عم اسعد ان يجتمع محمود عباس مع نتنياهو ، ويقول له آلا يوجد عندك ضمير ، لماذا تقتل وتشرد ، ولماذا لا توقف الاستيطان وتعيد لنا الاراضي ، بالطبع فان نتنياهو سوف تزرف عيونه بالدموع ، وسوف يجيب لجميع مطالب عباس الذي وقع في فخ كبير وعميق توارثه عن المغدور ياسر عرفات الذي اغتيل بسبب جنوحه للسلام ، وهذا الامر ينطبق على انور السادات الذي هب اخاه طلعت مؤخرا وبعد طول انتظار لكي يتهم امريكا واسرائيل باغتيال اخاه .

ايهم شاهين |  ayhoo1975@yahoo.com | 08/05/2009 23:07

لقد اسمعت لو ناديت حيا ً لكن لا حياة لمن تنادي

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 698
القراءات: 725
القراءات: 700
القراءات: 797
القراءات: 658
القراءات: 772
القراءات: 715
القراءات: 769
القراءات: 700
القراءات: 740
القراءات: 637
القراءات: 731
القراءات: 730
القراءات: 696
القراءات: 735
القراءات: 869
القراءات: 612
القراءات: 909
القراءات: 1070
القراءات: 812
القراءات: 776
القراءات: 1087
القراءات: 978
القراءات: 760
القراءات: 913

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية