الاســـــتثمـــــــار وســــــوق الأوراق المـــــاليــــــة
اقتصاديات الثلاثاء 17-3-2009 د.حيان احمد سلمان في النصف الاول من القرن الماضي كان عدد الشركات الموجودة في سوق الاوراق المالية السورية وتحديدا في سوق يدعى (سوق الصيارفة) 117 شركة تتداول بسندات واسهم اهم الصناعات السورية ولا سيما صناعة الغزل والنسيج والاسمنت والسكر.
واستمر العمل بالبورصة حتى عام 1965 ثم توقف ليعاد احياؤها مع مطلع الالفية الجديدة وجوهر هذه السوق هو تحويل المدخرات السورية الى الاستثمارات وتفعيل القنوات الاستثمارية والعمل على جذب الاستثمارات الاجنبية إذاً هي قناة استثمارية هامة بالنسبة للاقتصاد الوطني من خلال تنويع القاعدة الانتاجية والاستثمارية، وتوسيع قاعدة الملكية وتنسجم مع مبادئ اقتصاد السوق الاجتماعي ولا سيما من خلال القوانين والمراسيم الناظمة لعملها وجوهرها يتجلى في تجنب المضاربات والمغامرات المالية وعمليات جامعي الاموال.. الخ اذا ان ما يجري في هذه السوق يعكس الواقع الفعلي للاقتصاد الوطني فهي اشبه (بمرآة الاقتصاد) والشركة الناجحة هي الشركة القادرة على اثبات ذاتها ضمن السوق لأن السهم سيتحدد سعره من خلال لقاء (العرض والطلب) سواء كان عن طريق (الشراء المباشر) ام عن طريق (التجارة الالكترونية) ولا سيما بعد الاستعداد المتأني والهادئ وتدريب الكوادر الوطنية الجاهزة لقيادة العمل الاقتصادي في هذه السوق وخاصة انها اطلعت على تجارب الدول الاخرى في هذا الخصوص معتمدة على مراعاة القواعد الاساسية لنجاحها وهي (الشفافية والافصاح والنزاهة والاخلاص) . وهذا ما يبرر تركيز المشروع السوري بالفصل بين (الملكية والادارة) وبأن من يعمل في هذا السوق من موظفين وخبراء ومشرفين لا يحق لهم العمل في تداول الاسهم والسندات . ووضعت عدة شروط لمن يرغب الادراج والعمل في سوق الاوراق المالية ومنها :
(لا يجوز لأي شركة ان تدرج نفسها في السوق قبل مرور ثلاث سنوات على انشائها وان لا يقل رأسمالها عن 300 مليون ل.س وعدد مساهميها بحدود 300 شخص ولا تقل نسبة الربح عن 5٪ من رأسمالها المدفوع وان تعمل في اقرار حساباتها وفقا للمعايير المحاسبة الدولية وان يمتلك المساهمون 100٪ من رأسمالها اي ان يسدد كامل قيمة ممتلكاتها .. الخ) ولذلك فإن ضرورة التحول الى شركات مساهمة وطرح الاسهم للاكتتاب هو اهم مقومات وعوامل نجاحها كما لا يجوز شراء السهم وبيعه في نفس اليوم وبأن اي مواطن يرغب في شراء اسهم يجب ان يتوجه الى احدى الشركات المرخصة اصولا لفتح حساب لديها للعمل في شراء وتداول الاسهم و هذا حماية له اي حماية للمستثمر و المتعامل وبالتاي تستطيع تجنب الاثار التي يمكن ان تنتقل من جراء الازمة المالية العالمية. بقي ان نشير الى ان هذه السوق موجودة في 13 دولة عربية وان اول دولة في العالم احدثتها هي هولندا ثم باريس عام 1722 وبعدها لندن عام 1773 وان الولايات المتحدة الامريكية ورغم عراقة وقدم العمل في البورصة الا انها احدثت مؤخرا مديرية جديدة في وزارة الخزانة مهمتها توعية المستثمرين لأصول التعامل مع الاسهم والسندات كما انها وجهت بضرورة نشر الثقافة المالية في المراحل التعليمية وعلى مختلف المستويات اذا نحن بأمس الحاجة لنجاح هذه الخطوة الاقتصادية والتي هي في الاتجاه الصحيح مع الاشارة الى ان السوق لا تزال حتى الان في خطواتها الاولى وان البنوك هي المتعامل الاساسي ونحن متفائلون بضرورة تحول الشركات العائلية والفردية الى شركات مساهمة كي يتم ادراجها في السوق ولا سيما بعد صدور القوانين والانظمة المشجعة وخاصة تخفيض الضرائب على الارباح الى نسب 1٪ للشركات المساهمة.
|