وهاهو وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس يكرر الاعتراف نفسه ويزيد عليه بالقول ((ان الولايات المتحدة ستكون اكثر حذرا في شن أي هجوم استباقي جديد بعد الفشل الاستخباري في الحرب على العراق)).
قد يكون امرا مفيدا جدا للعالم ان يكون احد اهم دروس هذه الحرب هو ان يفكر اصحاب القرار الامريكي مليا –كما اوضح غيتس – قبل الانجرار نحو أي حرب مشابهة لئلا يقعوا في الخطأ عينه , ولئلا تتكرر مأساة العراق في بلد اخر.
لكن المهم في قضية الحرب على العراق هو ليس افادة اميركا من دروسها فقط , بل تحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية كاملة امام شعب العراق عن خطأ هذه الحرب وكل التداعيات الخطيرة الناشئة عنه .
وفي رصد ابرز هذه التداعيات, تظهر صور انتهاك سيادة العراق بالغزو المسلح غير المبرر وارتكاب ابشع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية بقتل اكثر من مليون عراقي ظلما وعدوانا وتهجير الملايين من ابناء العراق وتدمير بناه التحتية والسطو على ثروته النفطية واثارة فتن الحرب الاهلية بين مكونات شعبه لتمزيق وحدته الجغرافية والسياسية , وسرقة اثاره وتدمير رموز حضارته الموغلة بالقدم .
هل يكفي القول امام هذه الجرائم الخطيرة انها كانت نتاج خطأ سياسي جر الى حرب خاطئة , ام ان الخطأ في السياسة يؤخذ بنتائجه فقط , وعلى مرتكبه تحمل المسؤولية كاملة عنه وعن نتائجه..؟
لقد دفع شعب العراق ثمن خطأ سياسي فادح قاد الى حرب مدمرة عليه, واذا كان المنطق يقول بمحاسبة المسؤول عن هذا الخطأ والتعويض لشعب العراق عن كل ما لحق به من آلام ودمار , فإن على حكومات الغرب وامريكا والعالم مساءلة بوش عن هذا الخطأ الذي لايغتفر تحت أي عذر , ومقاضاته امام محكمة الجنايات الدولية عن جرائم الحرب الموصوفة هناك.