تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قمة الآمال الكبيرة

البقعة الساخنة
الإثنين 27/3/2006
محمد خير الجمالي

القمة العربية المرتقبة غداً في العاصمة السودانية هي قمة دورية من حيث التقليد, لكنها استثنائىة ومفصلية من حيث الأهمية التاريخية المعلقة عليها في ظل الظروف العربية والاقليمية والدولية المحيطة بالأمة, وما تتطلبه من مواقف شجاعة واستحقاقات قومية لاتحتمل التأجيل ينتظر من القمة أن تستجيب لها بكل الجرأة والشفافية.

الظروف التي تنعقد القمة في ظلالها- وهي ظلال قاتمة بالتأكيد- تطرح جملة من التحديات المصيرية, بعض منها يتصل بتردي الوضع العربي الراهن, والبعض الآخر يتصل بطبيعة المؤامرة الكبرى التي تستهدف الأمة في وحدتها التاريخية وهويتها القومية وثقافتها وأمنها واستقرارها ومكتسبات كفاحها الوطني والقومي في جميع أقطارها ضد الاستعمار وكل أشكال الهيمنة والتبعية.‏

على صعيد الوضع العربي, هنالك حالة الضعف المسيطرة على هذا الوضع والناشئة أساساً عن غياب وحدة التعاطي مع المستجدات, وتنامي النزعة القطرية على حساب الانتماء القومي, إضافة إلى عدم ارتقاء العمل العربي المشترك بأبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية نتيجة للعاملين السابقين, إلى المستوى الذي يكفل تعزيز ترابط الأمة وحضورها دولياً كتكتل قومي قادر على التعبير عن مصالحه وحمايتها في نظام دولي لايحترم إلا مصالح التكتلات والقوى الكبرى.‏

وعلى صعيد التحديات المصيرية, هنالك تحدي الاحتلال الإسرائيلي المزمن للأراضي الفلسطينية وللجولان وأجزاء من جنوب لبنان, وهنالك تحدي الاحتلال الأنجلو أميركي للعراق, وتحدي محاولات سلخ لبنان عن دوره العربي ومحيطه القومي وتوجهه الوطني, وتحدي الضغوط الأميركية على سورية إضافة إلى تحدي محاولة تدويل الأزمة السودانية, وتحدي الأزمة الصومالية وسوى ذلك من أزمات لاتلبث أن تطفو على السطح بفعل سياسة الفوضى (الهدامة) التي تنتهجها أميركا تحت ستار نشر الديمقراطية والحرية في العالم العربي, وقد رأينا الأنموذج البائس والمأساوي لهذه الديمقراطية وهذه الحرية في العراق المدمى..!!‏

الوضع العربي, إذاً يحتاج إلى إزالة أسباب ضعفه بآليات عمل وتحرك قومي فاعل, والتحديات المصيرية كذلك تحتاج بدورها إلى مواجهة قادرة على تطويق أخطارها, وقمة الخرطوم التي تنعقد للنظر في الواقع العربي وهموم الأمة, هي القمة التي تعقد عليها جماهير الأمة آمالها الكبار في الارتقاء بالواقع العربي إلى مستوى جبه التحديات تحصيناً للوجود القومي من مشاريع الهيمنة ومؤامرت التفتيت وضرب مرتكزات القوة العربية,فالقمة أعلى مستويات الهرم السياسي العربي, وكونها كذلك يرتب عليها مسؤولية قومية في التصدي للهموم القومية تجعلها بحق قمة الآمال الكبيرة..‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي |  dalatione@hotmail.com | 26/03/2006 15:08

عند كل انعقاد لكل قمة عربية نردد نفس الكلام:مرحلة هامة فالدورة مفصلية, والنتيجة عادة : لاشيء... فالحقيقة واضحة : الجامعة العربية للأنظمة وليست للشعوب, وأنا من الشعوب ولست من الأنظمة ولامعها, وصدقوني لاأفرح بحركة في الجامعة العربية إلا من أجل خاطر عمرو موسى فهو عروبي نشيط, أخروجه من دائرة القرار وأحالوه لهذه الجامعة المفرقة , فليس عنده غيرها ليلعب سياسة. إنما دورة الخرطوم هذه هي مفترق طرق للأنظمة ربما, فإما تلتم على وحدة شكلية ولو بحدها الأدنى وتقول كلمة ولو مخفضة للرأي العام العالمي , وإما هي فراق أشبه بطلاق في كل إتجاه: واحد سيواجه الضربات الأمريكية بأضعف الإيمان واللي يصير يصير, وواحد يسير معها ولو ضد أخيه والله غفور رحيم, وثالث يدبر أمره قبل أن يأتي الدور عليه ويقدم فروض الطاعة ولو في تل أبيب على أمل النجاة, ورابع يتفرج :فخار يكسر بعضو.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 1046
القراءات: 1026
القراءات: 968
القراءات: 1107
القراءات: 1065
القراءات: 1044
القراءات: 1032
القراءات: 996
القراءات: 1190
القراءات: 1089
القراءات: 1111
القراءات: 1662
القراءات: 1239
القراءات: 1165
القراءات: 1094
القراءات: 1082
القراءات: 1157
القراءات: 1153
القراءات: 1207
القراءات: 1226
القراءات: 1143
القراءات: 1271
القراءات: 1322
القراءات: 1339
القراءات: 1173

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية