| القصف على القمة ... معاً على الطريق ولا تبدو الدورة الجديدة التي تنتظرها العاصمة السودانية الخرطوم مبشرة أكثر من غيرها, بل على العكس فإن الزمن العربي الراهن لا يفسح مجالاً إلى قمة من نوع خاص يليق بمواجهة الصعوبات بل الكوارث التي نعيشها . في حين عرفت بعض الدورات نوعا من النجاحات الفعلية في أزمان كان التضامن العربي حيا وكان يفسح المجال لقمة ناجحة . لا نريد أن نتشاءم عشية قمة الخرطوم التي أبلى وزراء الخارجية العرب في التقديم لها ربما بما يؤكد انعقادها وهذا بحد ذاته إنجاز في هذا الزمن الصعب . وليس أدل على ذلك مما نقله مراقبون وأشارت له عواصم عربية قريبة من القمة عن مسعى أميركي لتفشيل انعقادها . لكن إذا كان من الصحيح القول إن الظرف الراهن الصعب يتطلب قمة حقيقية ويتيح لها فرصة النجاح نظرا لأهمية ما ستواجهه من مشاكل عربية وإلا ما معنى أن نعقد قمة إذا كانت لا تستطيع العمل إلا في الظروف اللينة السهلة . مع ذلك نرى : إن هذا الموقف الإعلامي اليومي المسبق للقمة ونتائجها ورغم ما تبرره الظروف لإيقاعه هو غير مبرر, حتى ولو كان لمجرد انعقاد القمة, حتى ولو غاب عنها زعماء عرب عديدون, وحتى ولو وقفت قراراتها دون الحد الأدنى الذي تنتظره جماهير الأمة من القادة العرب . إن القمة هي آلية عمل رسمت لإرضاء الجماهير العربية التواقة إلى حالة من التضامن والوحدة, ومهما بدت هذه الآلية متعثرة وعاجزة أو شبه عاجزة يبقى الحفاظ على هذه الآلية إنجاز حقيقي, بل فيه تحد لقوى عالمية رغبت في ألا تكون القمة وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية . دعوا القصف ودعونا نحلم على الأقل حلماً بموقف عربي قوي لا يشترط بالضرورة القوة العسكرية كما سبق أن أوضح الرئيس بشار الأسد في أول قمة يحضرها بصفته رئيساً للجمهورية .
|
|