تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ثرثرة دون كيشوتية..

من داخل الهامش
الخميس 28-8-2014
ديب علي حسن

ثمة لون من ألوان الدراسات الادبية او النقدية احتفى به النقاد والمتابعون حينا من زمن واقيمت له المؤتمرات والمنتديات، اعني به الادب المقارن الذي يعنى بالجذور والتقاطعات بين الآداب والفنون في دول العالم،

ولست معنيا بالحديث عنه الان ابدا لكنني حين كنت اقرأ في بعض حفرياته ان جذور دون كيشوت هي عربية ومن المغرب العربي، وان سرفانتس قد استلهمها من هذا الشرق، لم اكن اصدق هذا ابدا على الاطلاق وغيره كثير من الجذور التي تنسب لنا نحن العرب واننا نحن من اسس لها، الان اشعر اني وقد رأيت هذا العالم الافتراضي غيرت رأيي وأجد ان شيئا واحدا يجب ان اصدقه هو ان ملحمة دون كيشوت هي من اصول عربية لا لشيء الا لأن الثرثرة وطواحين الهواء التي نراها الان تدلل بلا شك على ذلك فليس تابع دون كيشوت سانشو من غير عوالم الثرثرة التي نجيدها تماما ونعتز بها بل نبتكر فنونا وضروبا وألوانا منها في كل مجالات حياتنا.‏

ستجد في الثقافة والفكر والادب من يفعل ذلك وهو لايعرف اول ابجدياتها على الاطلاق، وفي العلوم والحياة ومجالات شتى، والآن يبدو الميدان الارحب والاوسع لهذه الثرثرة واللغو في مجال الاعلام ولاسيما التنظير له وفيه والتعليق عليه من قبل من هب ودب, من هو اعلامي او غير اعلامي وغالبا من غير الاعلاميين، تابع أي حدث سوري فستجد من يملأ الصفحات نقدا وسلبا وذما للاعلام ولدوره ومهمته، يثرثرون وهم جالسون في المقاهي على الارصفة، متسكعون، امامهم صفحات الفيس وخذ وهات من انتقاد وسفاهة بلا مبرر، اعرف ان احداهن لا تجيد فك الحرف ابدا، ولكنها تجيد نشر صورها شبه العارية على الفيس بوك وتكتب لائمة الاعلام السوري تكتب شاتمة، وباكية تقصيره في كل شيء.‏

يبدو الامر وقد تجاوز حدوده تماما لاسيما فيما يتعلق بأمن الوطن وكثيرا من القضايا التي لايمكن لعاقل في الدنيا ولا لاي اعلام ان يتحدث بها الا اذا كان اعلاما عميلا وليس اعلاما وطنيا. في الجعبة الكثير مما يقال لمن يثرثر وهو جالس على شرفة بيته وغيره يدفع دما، وغيره يسقط شهيدا وهو قادم الى عمله، لهؤلاء الثرثريين نقول: ما اروع اولئك العمال الذين ابوا ان يتركوا مطابعهم حتى في احلك الظروف، اتوا سيرا على الاقدام من مناطق ساخنة جدا ليقوموا بأعمالهم ويؤدوا واجبهم في الصحافة المكتوبة والمرئية والمسموعة، وبعضهم سقط شهيد الواجب، لهؤلاء التحية ولكل اعلامي عمل بواجب، لسنا بحالة الرضى تماما لكن كفوا عن جلد الذات واتركوا الدفء والفيء والماء والهواء وكل ما لذ وطاب وكونوا لساعة واحدة مع من يعمل، طواحين الهواء عربية عربية ثرثرية ولم تعد رواية نجيب محفوظ ثرثرة فوق النيل الا صفحة من ثرثرتكم فوق صفحات التفكك الاجتماعي، في زمن الردة والريبة.‏

d.hasan09@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 787
القراءات: 787
القراءات: 823
القراءات: 702
القراءات: 726
القراءات: 811
القراءات: 874
القراءات: 817
القراءات: 684
القراءات: 910
القراءات: 789
القراءات: 763
القراءات: 749
القراءات: 769
القراءات: 749
القراءات: 704
القراءات: 870
القراءات: 726
القراءات: 797
القراءات: 772
القراءات: 842
القراءات: 815
القراءات: 834
القراءات: 751
القراءات: 805

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية