الذي لم يجد شجباً أو اعتراضاًَ من المجتمع الغربي، واقتصر الأمر كله على مطالبة طرفي النزاع بوقف النار، دون أي إشارة إلى الممارسات العدوانية وتدمير مشاريع البنى التحتية واستهدف مدارس الأطفال التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين.
فأي مستجدات حصلت؟ وأي تطورات استجدت بعد عودة وفد الكيان العدواني إلى الأراضي المحتلة والتصعيد الإعلامي وتصريحات بنيامين نتنياهو التي كانت تنذر وتهدد بالمزيد من العدوان، واستمرار القصف حتى القضاء على كل إمكانيات المقاومة الفلسطينية وتدمير قدراتها وتهديم كل الأنفاق؟!
المؤكد أن العدو الصهيوني لايقدم أي تنازل مهما كان صغيراً إلا إذا كان مجبراً، فمن عادة الكيان الصهيوني أن يستأثر بالمكاسب مدعوماً من جانب الإدارة الأميركية دوماً إلا إذا استجد أمر ما يجبره على التراجع والتسليم بالهزيمة كما حصل في أكثر من تجربة عدوانية سابقة...
المؤكد أن هدف العدوان لم يتحقق وأن الكيان الصهيوني فشل في تحطيم قدرات المقاومة كما فشل في إيقاف الصواريخ علىكل مدن فلسطين المحتلة داخل أراضي 1948، كما فشل في استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومحاصرة الموانىء، فالاتفاق الذي جاء خارج إطار المفاوضات غير المباشرة الرسمية أعطى اعترافاً بانتصار مشروع المقاومة وعجز مشروع العدوان وفشل إجراءاته كلها على الرغم من ضخامة المعدات والأسلحة التي قصفت غزة على مدار أيام العدوان كلها..
تجربة العدوان على غزة مثلت استعادة لعدوان تموز على لبنان عام 2006 وإن كان بطريقة جديدة، فصمود المقاومة الفلسطينية والتأييد الشعبي لكل فصائل المقاومة والمصالحة الوطنية ما بين فتح وحماس شكلت عوامل قوة وصمود حتى في ظل غياب موقف عربي رسمي داعم، وعدم اتخاذ إجراءات رادعة من جانب حكومات النفط العربية.