قائمة من خاب أملهم, ومن سيخيب ببوش وسياساته تطول.
غير أن المصيبة تكون عندما تدفع شعوب بأسرها أثماناً باهظة لمثل هذه المراهنات الخاسرة. الأمثلة الاخيرة تتقدم من جورجيا التي ورطوا قيادتها بحرب انتحارية ضد دولة عظمى بحجم روسيا فكانت النتيجة وبالاً ليس على تلك القيادة وحسب, وإنما على الشعب الجورجي وشعوب المنطقة.
كما كان لباكستان تجربة مريرة في ( التعاون) الباهظ التكلفة مع اميركا ضد مايسمى الارهاب, وبعد ان تخلت واشنطن عن حليفها الرئيسي في تلك الحرب الرئيس السابق برويز مشرف, تحاول اليوم دفع خلفائه للسير على السكة ذاتها, سكة الاعتماد على الحل العسكري وحده للتعامل مع المجموعات المتشددة التي تنتشر على الحدود مع افغانستان و التي تتمتع بحماية معينة من جانب المجتمع المحلي في تلك المنطقة , ما يعني تاليا توسيع الصراع ليكون تصادما بين المؤسسة الحكومية , و شرائح واسعة من المجتمع الباكستاني التي لم تقتنع بعد ان مايجري هو معركة خاصة بها ضد مجموعات متطرفة و ليست بالنيابة عن قوى خارجية . ولعل التفجير الفظيع في فندق ماريوت باسلام اباد هو مؤشر على ضرورة تغيير اساليب التعامل مع القوى المتطرفة , و التي تتغذى و تزداد قاعدتها كلما ظهرت بشكل اوضح البصمات الامريكية في تلك الحرب حتى ان القصف الامريكي لبعض المواقع داخل الحدود الباكستانية بات يحرج كثيراً الحكومة الباكستانية الجديدة .ان سياسة بوش التي جلبت الخراب و الفتن لكثير من بقاع العالم باتت مثل لعنة لا بد ان تصيب في النهاية صاحبها . وهاهو الانهيار المالي في الولايات المتحدة يتوج عهدا كئيبا لادارة فاشلة و عدوانية كرست كل جهودها و وقتها و مواردها لزرع الشرور و اهملت السلام و التنمية , و حتى الداخل الامريكي الذي ظل يغلي طوال السنوات الماضية من دون أن يجد آذاناً صاغية لدى هذه الادارة التي تحصد الآن النتائج المرة لسياساتها الحمقاء.