فعلى مدى ثماني سنوات من عمر هذه الإدارة الفاشلة بامتياز لم يلحظ العالم أي حل لأزمة أو مبادرة قامت بها الولايات المتحدة بل على العكس من ذلك تفاقمت الأزمات وتوالت.. والمبادرات كان مصيرها الإهمال والتجاهل.
وبجردة موضوعية لأهم الأزمات يتضح مدى العبء الكبير الذي ورثته الإدارة الأميركية لخليفتها من جهة, والعالم من جهة أخرى.
ففي أفغانستان الفشل يتعاظم والحكومة المركزية لا تستطيع الحركة خارج مقرها والعنف تزايد بنسب كبيرة والقوات الدولية في مأزق كبير وتفتقد إلى المبادرة والحل وليس أمامها إلا التسليم بالأمر الواقع والعودة إلى بلادها تحت ضغط المظاهرات التي بدأت تتصاعد في أوروبا.
وفي العراق ليس الوضع أحسن حالاً خلافاً لما تشيعه هذه الإدارة وكل ما هنالك أن القوات المحتلة اختبأت في ثكناتها واقتصرت عملياتها على القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين وتركت الجيش العراقي عرضة للهجمات , وهذا ما يفسر تراجع عدد القتلى بين القوات الأميركية وتزايده بين القوات العراقية والمدنيين.
وعلى صعيد محاربة الإرهاب فحدث ولا حرج حيث لا تكاد منطقة بفعل السياسة الأميركية تخلو من هذه الآفة الخطيرة وكل الادعاءات الأميركية بمحاربة الإرهاب لم تجد نفعاً لأنها لا تقوم على سياسة واضحة ولا تستهدف بيئات الإرهاب وتقتصر على العمليات العسكرية وجردة بسيطة للواقع يتبين أن هذه البيئات تكاثرت والسبب يعود إلى هذه السياسة البوشية الحمقاء.
وفي القوقاز فتحت إدارة بوش الجراح أملاً بخدمة إسرائيل وافتعال أزمة جديدة مع إيران ولولا الرد الروسي لكان العالم أمام وضع خطير غير مسبوق على أمنه واستقراره, ومع الأسف لا تزال المحاولات الأميركية مستمرة تحت حجج واهية وأكاذيب مكشوفة.
وإذا ما نظرنا إلى الواقع العالمي نرى أن عدد الجوعى في العالم إلى تزايد (17 مليوناً في القرن الإفريقي) ومثل ذلك الأميون والمرضى ,إضافة إلى تردي المناخ بفعل الاحتباس الحراري الذي تلعب أميركا الدور الأكبر فيه برفضها الالتزام باتفاق كيوتو.
وأصرت إدارة بوش أن تذهب إلى تاريخ الفاشلين وأن تورث خليفتها والعالم أجمع أزمة مالية واقتصادية ليست أقل شأناً في الخطورة على الأمن والسلم الدوليين من سابقاتها حيث سيكون الفقراء والطبقة الوسطى وقودها على حساب الأثرياء واللصوص. هذا غيض من فيض الأزمات التي تتحمل مسؤوليتها هذه الإدارة والتي لن تتمكن أي إدارة جديدة من إيجاد حلول لها في وقت قصير والسؤال أيضاً.. هل تختتم إدارة بوش نهاية عهدها بأزمةمالية أم تحضر لأخرى?..