لكن بالمقابل الكل يدرك حجم المعاناة التي يعيشها حالياً سكان مناطق عديدة من هذا الريف إما بسبب سوء تلك الخدمات... وإما بسبب ظهور مشكلات جديدة هنا وهناك دون أن تجد معالجات سليمة لها من قبل السلطات المحلية أو المركزية ذات العلاقة!!
في ريف طرطوس- مثلاً- يكاد لايمر يوم إلا ونتلقى فيه عدة شكاوى من مواطنين يقطنون في قراه... وأكثر تلك الشكاوى تنصب على معاناتهم مع النقل العام بين قراهم ومراكز المدن ومع قلة مياه الشرب في العديد من المناطق ومع انقطاعات الكهرباء المستمرة ... ومع التلوث الناجم عن مصبات الصرف الصحي ومكبات القمامة المنتشرة بشكل عشوائي في الكثير من المواقع... ومع ضعف التدريس في المدارس إضافة لسوء أبنيتها.... ومع محدودية الطرق الزراعية التي تخدم أراضيهم الزراعية المعلقة في الجبال... أو المنتشرة في السفوح والوديان...
ومع ارتفاع أعداد المعطلين عن العمل... ومع الفقر والحاجة والعوز و.. الخ!!
ويكاد أيضاً لايمر يوم إلا ونلمس فيه معطيات تؤكد أن أحد أسباب عدم معالجة بعض تلك المشكلات أو كلها... وبالتالي استمرار المعاناة وتفاقمها هو ضعف الادارة أو ترهلها...وقلة المتابعة وغيابها.. وتراجع المساءلة... والمحاسبة أو انعدامها!!
والسؤال الذي يفرض نفسه في ضوء ما تقدم: ما هو السبيل للحد من المعاناة التي يعيشها سكان ريفنا الجميل.. وبالتالي للحد من هجرتهم باتجاه مدننا المكتظة... والملتهبة بضجيجها ..وأسعارها.. ومضارباتها...ومخالفاتها?
الجواب يدركه السادة المعنيون في مختلف درجات المسؤولية بدءا من الإدارة المحلية التي يفترض توسيع صلاحياتها في القانون الجديد المنتظر... وانتهاء بالادارة المركزية في وزاراتنا المختصة لكن مالا يدركونه .. ويفتقرون إليه هو الإدارة السليمة... ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.. وآلية المتابعة الجدية والمجدية... وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب و .. الخ وفهمكم كفاية!!