تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ذاكرة المكان

رؤية
الاثنين 22/9/2008
ديب علي حسن

لا زمان خارج المكان, ولا مكان يخلد دون الحياة ودون أن تمر عليه لمسات الزمان الذي يثريه و يغنيه الإنسان.

و لا نأتي بجديد إذا قلنا إن أجدادنا القدماء و لا سيما الشعراء كانوا أكثر من شغف بالمكان ووصفه باعتباره الوعاء الحاوي للذكريات والنشاط الإنساني الفاعل ,من هنا نقف معهم بحنين و شغف إنساني على الأطلال و نجد حرارة القلب في قصائد الذين وقفوا بكوا واستبكوا, و لعلنا لا نبالغ إذا قلنا: إن الكثير من الصور الفنية الجميلة في معلقات شعراء الجاهلية تبدو زاخرة بالحياة تعيد إلينا ألق المكان و سطوته.. ولسنا وحدنا من يحتفي بالمكان الذي شهد أو يشهد وقائع لها تأثيرها أو يتخذه العظماء مكاناً للعمل أو الاستراحة أو اللقاء و الحوار و النقاش.. و كم من الأدباء استطاع أن يخلد المكان و يقدمه إلى العالم بصورة جمالية نابضة بالحياة ,و هنا نشير إلى احتفاء نجيب محفوظ بالمكان في كل رواياته بل إن بعض أماكن رواياته أصبحت مقصداً للزوار( زقاق المدق / خان الخليلي..) . و كذلك المقاهي التي شهدت ولادة أعمال إبداعية متميزة.. الفرنسيون يعيدون إحياء مثل هذه المقاهي و يدونون بشغف و لهفة وقائع حدثت في مقاهيهم.. وقائع مبدعيهم .. يحتفون بالمكان الذي جعله المبدع أكثر جمالاً و جاذبية فماذا عن المكان لدينا في الوقت الحاضر.. ليس أي مكان و إنما أماكن كانت محط الأنظار.. ألم تصبح أنقاضاً..?‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 ديب علي حسن
ديب علي حسن

القراءات: 757
القراءات: 761
القراءات: 788
القراءات: 676
القراءات: 693
القراءات: 776
القراءات: 844
القراءات: 785
القراءات: 656
القراءات: 862
القراءات: 759
القراءات: 736
القراءات: 724
القراءات: 743
القراءات: 727
القراءات: 677
القراءات: 840
القراءات: 698
القراءات: 771
القراءات: 747
القراءات: 815
القراءات: 783
القراءات: 806
القراءات: 725
القراءات: 772

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية