ومن خلال الشكاوى الكثيرة التي تقدّم للجهات العامة المعنية والمعاناة التي نلمسها أثناء اللقاء بالجرحى وأسر الشهداء يتضح مدى الحاجة الماسة لتقديم المزيد من الدعم المعنوي والنفسي والمادي والمزيد من الرعاية الاجتماعية لهم، كما يتضح حجم الألم الذي يشعر به الكثير منهم نتيجة الحاجة لموارد تكفيهم دون انتظار صدقة من هنا وأخرى من هناك قد لا تأتي، ونتيجة سوء الخدمات وكثرة المراجعات للدوائر والمؤسسات العامة دون جدوى رغم ما يسمعونه من وعود معسولة كلما راجعوا أصحاب القرار في مكاتبهم أو التقوهم في قاعات الاجتماعات وقاعات (التكريم)!
ولعل عدم توفير فرص عمل حتى الآن لمعظم زوجات الشهداء أو لأحد من ذوي كل منهم في حال كان الشهيد غير متزوج، وضعف ما يخصص من رواتب وتعويضات لأسر الشهداء بشكل عام مقارنة بمتطلبات المعيشة، وعدم تخصيص رواتب أو فرص عمل للجرحى الذين تقل نسبة عجزهم عن الأربعين بالمئة، وعدم تلبية طلبات ذوي الشهداء الخدمية (مواصلات طرق لمنازلهم - تمديد كهرباء - مازوت أو حطب للتدفئة...الخ)..تشكّل محور شكاوى ومعاناة هؤلاء.
وهنا نقول إن الدولة لن تنسى جرحانا وذوي شهدائنا مستقبلاً وسوف تقدم لهم المزيد من الدعم بعد الانتهاء من القضاء على الاٍرهاب وهذه قناعة الكثيرين وآمال الجميع لكن ريثما يتحقق ذلك نرى ضرورة معالجة كل ما يمكن معالجته من مشكلات تخصهم وتقديم كل ما يمكن تقديمه من مساعدات لهم بشكل مبرمج ودقيق بعيداً عن التسويف والوعود الخلبية المؤلمة.