تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عاقبة سياسة الهيمنة

أخبار
الأثنين 15/9/2008
محمد خير الجمالي

دوما في السياسة, النتائج تأتي مطابقة للمقدمات وعلى منوالها, فإن كانت المقدمات منطقية موضوعية مبنية على المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة واحترام الآخر

وحقوقه لااستعلاء فيها ولاتعدٍ ولاتهديد بالقوة تكن نتائجها بالضرورة سليمة صحيحة وايجابية, وفي حال لم تكن المقدمات كذلك جاءت نتائج السياسة على النقيض الجذري لما يشتهيه واضعوها من اهداف بغض النظر عن حجم القوة العسكرية والاقتصادية التي تقف وراء هذه السياسة ومبرمجيها.‏‏

وعلى هذه القاعدة يمكن فهم وتفسير سلسلة الأزمات الكبرى التي انتهت اليها سياسة المحافظين الجدد بزعامة الرئيس الأميركي جورج بوش.‏‏

ففي أي مكان توجهت اليه هذه السياسة انتهت الى أزمة حادة أخفقت جهود الادارة المنتجة لها في الخروج منها والتخفيف من وطأتها, والسبب في ذلك هو الخطأ الأساسي الذي (ركبت عليه )هذه السياسة وتمثل في منطق غرور القوة ونزعة الأبطرة والاستعلاء والهيمنة وتهميش حقوق الآخرين ومصالحهم وجعل العالم كله مجالاً حيوياً للمصالح الأميركية والاستخفاف بإرادة الشعوب وقوى كثيرة ذات وزن نوعي لقوتها تستطيع إن تحركت كما فعلت روسيا مؤخراً في مواجهة التمدد الأميركي الأخير في منطقة القوقاز أن تغير معادلات الوضع الدولي لتؤسس لنظام عالمي جديد متعدد الاقطاب.‏‏

والأدلة على هذه الحقيقة أكثر من أن تحصى, فمن أفغانستان إلى العراق ففلسطين ولبنان والسودان تعيش السياسة الأميركية أزمات حادة جاءت نتائج طبيعية لمشاريعها الخاطئة التي بنتها على الغزو والتغيير القسري بوسائل القوة والتهديد والوعيد والضغوط والعزل والحصار.‏‏

ومع إيران وكوريا الديمقراطية دخلت هذه السياسة الخاطئة في أزمتين دوليتين بسبب ازدواجية تعاملها مع هاتين الدولتين بخصوص ملفيهما النوويين.‏‏

والآن بسبب خطأ حسابات التقدير للرد الروسي المحتمل في مواجهة سياسة تطويق روسيا عبر الهيمنة على دول جوارها وخصوصاً جورجيا, دخلت السياسة الأميركية في واحدة من أشد أزمات علاقاتها مع عملاق الشرق حدة وخطورة.‏‏

وحتى في ماتعتبره أميركا حديقة خلفية لها, بدأت السياسة الأميركية تواجه أزمة دبلوماسية بطرد سفرائها من بوليفيا وفنزويلا وتعليق استقبال سفيرها في هندوراس, وقد يكون( الحبل على الجرار ) مع دول أخرى حتى يأتي يوم تطبق فيه العزلة من كل حدب وصوب على أميركا, وتورث فيه إدارة بوش للرئيس المنتخب سياسة مأزومة وعلاقات متردية لامجال لتصحيحها إلا بتغيير جذري في بنية هذه السياسة وتوجهاتها والمقترحات الخاطئة التي انطلقت منها, وتلك هي مهمة الإدارة المنتظرة إن هي أرادت إخراج أميركا من أزماتها والحفاظ على مصالحها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 1029
القراءات: 1008
القراءات: 954
القراءات: 1087
القراءات: 1048
القراءات: 1028
القراءات: 1013
القراءات: 977
القراءات: 1172
القراءات: 1071
القراءات: 1090
القراءات: 1644
القراءات: 1219
القراءات: 1148
القراءات: 1076
القراءات: 1064
القراءات: 1138
القراءات: 1133
القراءات: 1191
القراءات: 1208
القراءات: 1130
القراءات: 1255
القراءات: 1306
القراءات: 1325
القراءات: 1155

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية