تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغضب اللاتيني

حدث وتعليق
الأثنين 15/9/2008
عدنان علي

التطورات الاخيرة في اميركا اللاتينية والمتمثلة في طرد السفيرين الاميركيين في كل من بوليفيا وفنزويلا , ثم تريث هندوراس في استقبال السفير الاميركي الجديد,

تؤكد الخيارات الحرة التي ارتضاها قادة تلك البلدان ازاء السياسة المتغطرسة لواشنطن تجاه بلدانهم وفي عموم القارة اللاتينية, وهو ما ينبغي أن يشكل نموذجا يحتذى في بقاع اخرى من العالم حيث السياسات الاميركية نفسها التي تتجاهل مصالح الشعوب الاخرى وتصر على التدخل السافر في شؤونها الداخلية .‏‏

والواقع ان صعود اليسار في القارة اللاتينية بات يشكل تحديا كبيرا للولايات المتحدة فيما تسميه حديقتها الخلفية . وجاء هذا الصعود اثر سلسلة الاخفاقات التي منيت بها السياسات الاقتصادية التي اتبعتها معظم دول أميركا اللاتينية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي, والتي حظيت آنذاك بدعم المؤسسات المالية الغربية ومست نتائجها السلبية الطبقات الفقيرة بشكل اساسي.‏‏

كما ان عملية( الدمقرطة )نفسها التي بدأت تنتشر في القارة منذ نهاية الثمانينيات مع تحلل الأنظمة العسكرية شكلت قوة دفع لصعود اليسار بمؤازرة من الاتحادات العمالية الناهضة بدورها مقابل تراجع مواقع النفوذ التقليدية والأحزاب القائمة ومؤسسة الجيش.‏‏

واللافت أن انهيار الاتحاد السوفيتي ساعد في هذا الصعود اليساري أيضا حيث أدى انكفاء الحرب الباردة التي كان المد الشيوعي في ظلها يشكل تهمة كبرى تقاومه بشدة السياسة الاميركية الى فتح المجال واسعا أمام الاحزاب الشيوعية والقوى اليسارية .‏‏

وفي ظل هذه الاجواء كان رفع الشعارات المناهضة لاميركا كافيا لرفع شعبية أي زعيم صاعد خاصة في ظل الصور القاتمة التي ارتسمت في القارة ازاء القيادات التابعة لواشنطن والتي اقترنت بالفساد والقمع ومناصرة الاغنياء على حساب الفقراء.‏‏

ان التطورات الاخيرة فضلا عن أنها تؤشر الى الحساسية الشديدة لشعوب تلك المنطقة ازاء التدخلات الاميركية في شؤون بلدانها, فهي توجه رسالة جديدة واضحة وحاسمة للادارتين الاميركيتين الحالية والمقبلة , بضرورة أن تراجع واشنطن سياساتها القصيرة النظر حيال القارة اللاتينية على اساس من الندية والمصالح المتبادلة‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 عدنان علي
عدنان علي

القراءات: 967
القراءات: 756
القراءات: 910
القراءات: 870
القراءات: 868
القراءات: 844
القراءات: 883
القراءات: 829
القراءات: 866
القراءات: 877
القراءات: 843
القراءات: 868
القراءات: 925
القراءات: 848
القراءات: 902
القراءات: 1028
القراءات: 854
القراءات: 869
القراءات: 941
القراءات: 902
القراءات: 1075
القراءات: 977
القراءات: 909
القراءات: 954
القراءات: 964

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية