الناتج الإجمالي المتوقع وقانون آرثر أوكين
اقتصاديات الخميس 4-6-2009 د.حيــان احمد ســليمان يعبر الناتج المحلي الاجمالي السوري عن مجموع القيم المضافة لكافة وحدات الانتاج العاملة في فروع وقطاعات الانتاج السلعية والخدمية في الاقتصاد السوري خلال فترة زمنية محددة وعادة تكون سنة كاملة تبدأ من 1/1 من السنة وتنتهي في 31/12 من نفس العام
ويتم حسابه من خلال الفارق الكائن بين (قيمة الانتاج الاجمالي من السلع والخدمات وقيمة اجمالي السلع الوسيطة المستهلكة للحصول على ذلك الانتاج) وبالتالي فان زيادة معدلاته يجب ان تدرس بالاسعار الثابتة او بالمفهوم الكمي لكي يتم استيعاد اثر تغيرات الاسعار وخاصة في ظل وجود معدلات تضخم مرتفعة وعندها نتمكن من المقارنة بين معدل نمو لسنة معينة مع ما يماثله في سنة اخرى. ان ارتفاع وزيادة معدل النمو تعني الاستغلال الامثل للموارد المتاحة من مادية ومالية وبشرية اي تحقيق (الكفاءة الاقتصادية) وجوهرها ايجاد(توليفة مثلى بين عناصر العمل الانتاجي) ومع تطور علم الاقتصاد تطورت النظرة الى هذا المؤشر والذي اصبح هدفا لكل المخططين الاقتصاديين والقادة السياسيين ويسعون لزيادته الى اكبر قدر ممكن مع عدالة في توزيعه من خلال الوصول الى التشغيل الكامل لكل الموارد المتاحة بهدف تحقيق الثالوث المقدس في الاقتصاد الذي يتجلى في (زيادة الدخل للفرد الواحد والمحافظة على الاسعار وتقليل معدلات البطالة) وللوصول الى تعبير رقمي عن ذلك الاقتصاد الامريكي الكبير (Artur-okun آرثر اوكين) بدراسة العلاقة بين الناتج الاجمالي الفعلي المتوقع اي الناتج الذي يمكن ان نحصل عليه من خلال الاستخدام الافضل والعقلاني لكل الامكانيات المتاحة ووجد ان العلاقة بين معدل تغيراته ومعدل تغير البطالة هي علاقة عكسية وبأنه عند هبوط الناتج المحلي الاجمالي الفعلي بمقدار 2٪ مقارنة باجمالي الناتج المتوقع في ظل التشغيل الكامل فان معدل البطالة يزداد بمقدار 1٪ والعكس صحيح وعمليا يتجلى هذا في الاجابة على السؤال التالي: كيف سيتم الاستخدام الامثل لكل العناصر الانتاجية من (رأس مال-عمالة-ارض) اضافة الى عامل التنظيم المرتبط بالمهارة الادارية والتكنولوجية المتقدمة؟! وكيف سينعكس هذا على واقع البطالة؟! وهذا يتطلب منا معالجة حالات النشاط الاقتصادي على ارضية واقعية ولا سيما في ظل التوسع الكبير لتداعيات الازمة المالية العالمية وهزاتها الارتدادية. وعندها نضمن زيادة القدرة على مواجهة الركود والكساد العالميين حيث ان الركود يعبر عن حالة تراجع النتاج المحلي لمدة زمنية تتراوح بين (سنة وسنتين) اما الكساد فيعبر عن التراجع الكبير والمزمن الذي قد يستغرق اكثر من سنتين مع الاشارة الى انه مع تراجع الانتاج تزداد معدلات البطالة وكمثال عملي على ذلك من واقع الاقتصاد السوري:
ان الخطة الخمسية العاشرة (2006-2010) حددت معدل نمو اقتصادي وفقا للاحتمال المتفائل يتجاوز 7٪ (متوقع) ولكن رغم تحقيق معدلات نمو جيدة للسنوات الثلاث الاولى من الخطة الا انها لم تصل الى هذا المعدل ! السؤال ما هو حجم النتاج الاجمالي لوحققنا معدل نمو سنوي يساوي ويزيد على 7٪ ؟! وما هو مقدار تخفيض معدل البطالة وزيادة دخل الفرد.. الخ . ونقطة البداية تتجلى في التركيز على قطاعات الانتاج المادية التي نمتلك بها مزايا نسبية يجب ان نحولها الى مزايا تنافسية وخاصة في القطاع الاول والثاني اي الزراعة والصناعة وتؤكد الارقام الرسمية تراجع الزراعة بالقيمة المطلقة والنسبية في اجمالي الناتج المحلي اما الصناعة فقد تراجعت بالقيمة النسبية لكنها زادت بالقيمة المطلقة. وبالتالي فان معالجة اوجه القصور في هذين القطاعين يضمن لنا الانتقال من الاقتصاد الريعي الى الاقتصاد الصناعي لان الاقتصاد الريعي بطبيعته مولد ضعيف لفرص العمل وبرأينا ان مواجهة البطالة من اكبر التحديات التي ستنجم عن تداعيات الازمة المالية العالمية وتعبر بشكل مباشر عن ارتفاع في معدل زيادة عطالة الموارد المتاحة اي عدم استخدامها بشكل اقتصادي اي زيادة الهدر في الطاقة المادية والمالية والبشرية.
|