تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التجارة أخلاق وقيم

على الملأ
الخميس 4-6-2009
علـــي نصر الله

صحيح أن في التجارة (التسويق والبيع والشراء) شطارة لكن الصحيح أيضا أن في التجارة قيم وأخلاق تحترم القانون ،

.. بل ربما يسعى المشرع والتاجر المحترف- بالتعاون- لجعل القيم والأخلاق الروح التي ينبض بها القانون وتبعث فيه الحياة بفعل الحاجة له كناظم ومعيار يحتكم إليه ضمانا للمنافسة الشريفة ومنعا للفوضى والمضاربة والاحتكار و...و..‏

الخبر غير الجيد الذي بين أيدينا لاعلاقة له بالتجارة ولابالأخلاق والقيم وإنما بالفساد والإفساد والإضرار المتعمد بالدولة والوطن حيث يقول: إن ثمة أشخاص (ليسوا تجارا) استحصلوا على موافقات لإقامة مشاريع استثمارية -زراعية وصناعية -قامت وهماً، وليس على أرض الواقع ،ما أتاح لأصحابها الإفادة من التسهيلات ومكنهم من استيراد مواد أولية واستلام مخصصات لمنشآتهم الوهمية ومن ثم الاتجار بها!!.‏

هؤلاء ربما يعتقدون أن في الأمر شطارة، لكنهم يعرفون بالتأكيد في قرارة أنفسهم أن في ذلك سرقة ونهباً واحتيالاً وإضراراً فادحاً بالمال العام، فهو فعل غير أخلاقي يحقق ربحا وإثراء غير مشروع من جهة، ويلحق من جهة أخرى ضررا كبيرا بخزينة الدولة لأنه ينطوي على تهرب جمركي وضريبي، فضلا عن أنه يضلل الاحصاءات والبيانات ويفوت فرصة لإقامة مشاريع حقيقية توفر عددا كبيرا من فرص العمل.‏

لاشك أن معرفة هذه الآثار تسقط اعتقاد البعض بقصة الشطارة إياها، وترسخ لدى الجميع القناعة بأن ذلك لايمكن أن يكون الا فساداً ينبغي التعاون لكشفه ومحاربته ومحاسبة مرتكبيه في الاتجاهين وحيثما كان أو وجد من ساعد عليه أو سهل ارتكابه.‏

باختصار..، كي تكون المنشأة وهمية يجب ان تتوفر ارادتان لاقامتها وهما: الأولى لدى صاحبها، والثانية لدى الجهات الرسمية التي من المقرر أن تكشف على الواقع قبل الشروع بمنح رخص وموافقات الاستيراد وتسليم المواد والمخصصات لزوم المنشأة، ولذلك لابد من الرقابة والمتابعة والمحاسبة في الاتجاهين.‏

والمحاسبة هنا يجب أن تصل الى أبعدمدىً لأن الجرم المرتكب لايكتفي بإلحاق الضرر المتعمد والمخطط له بالدولة، وإنما يشد بها إلى الخلف في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة لتسجيل خطوات اضافية متقدمة في مجال الاستثمار تحقيقاً للتنمية، وتجهد لتحقيق انجازات نوعية على طريق الاصلاح، وتواصل عملها لمواكبة المتغيرات الاقتصادية العالمية، وتجترح الحلول للمشكلات ، وتحرص على اقامة شراكة حقيقية بين القطاعات الاقتصادية الوطنية بحثاً عن تكامل الأدوار وسعياً لتنفيذ الخطط والبرامج التنموية الطموحة.‏

إن إستغلال التشريعات وحزمة الاجراءات والقرارات المحفزة لتنشيط الاقتصاد والاستثمارات على هذا الوجه هو جريمة كبرى ينبغي عدم التساهل مع مرتكبيها، ويجب إحالتهم الى القضاء والتشهير بهم لأن مايقومون به لاعلاقة له بالتجارة أو الاستثمار وإنما هو الفساد عينه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 12372
القراءات: 1653
القراءات: 1307
القراءات: 1474
القراءات: 1428
القراءات: 1251
القراءات: 1487
القراءات: 1359
القراءات: 1471
القراءات: 1557
القراءات: 1564
القراءات: 1630
القراءات: 1899
القراءات: 1273
القراءات: 1348
القراءات: 1293
القراءات: 1664
القراءات: 1477
القراءات: 1431
القراءات: 1514
القراءات: 1470
القراءات: 1495
القراءات: 1467
القراءات: 1779
القراءات: 1479
القراءات: 1356

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية