وكانت المفارقة الأكثر من صارخة ليس فقط رفض التعاون مع اللجنة بل بتصريحات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية الإرهابية بأن تل أبيب ترفض استقبال أْعضاء اللجنة أو التعاون معها لأنها «منحازة وأحادية الجانب»!!
والسؤال الذي يلقي بظلاله على هذه التصريحات التي تثير السخرية والاستهجان في آن معاً هو: كيف ستكون اللجنة غير منحازة بنظر الكيان العنصري الإسرائيلي؟ أيجب عليها مثلاً أن تشهد بأن اسرائيل تعرضت لعدوان غير مسبوق من قبل الفلسطينيين وأن مستوطنيها قتلوا بالآلاف وأن بنية مستعمراتها قد دمرت تماماً حتى تكون اللجنة غير منحازة وغير أحادية الجانب؟!
أم يجب عليها أيضاً أن تقول إن شهداء غزة من أطفال ونساء وشيوخ أبرياء قضوا نحبهم بأيديهم أو أنهم استشهدوا عن طريق الخطأ أو أن المقاومين هم الذين تسببوا باستشهادهم؟!
إنها مفارقة ما بعدها مفارقة لدى حكومة عنصرية لا تقيم وزناً للقوانين الدولية ولا للقرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ،لكن المفارقة الأمرّ منها هي بالمواقف الدولية المتراخية حيال الكيان الاسرائيلي، فلو كان الأمر يتعلق بالسودان أو أي دولة عربية أخرى رفضت التعامل مع هذه اللجان لاجتمع مجلس الأمن وأصدر قراراته وبياناته الرئاسية ، وربما حشد الآراء والمواقف الحازمة ثم الجيوش الجرارة لإلزام هذه الدولة أو تلك بالتعامل مع اللجان الدولية والقرارات الدولية، وأما في الحالة الإسرائيلية فالأمر مختلف تماماً، فالعيون نائمة والآذان مغلقة ومع كل أسف فإن بعض القوى العظمى تذهب إلى أبعد من ذلك حيث تحمل «الإرهاب الفلسطيني المزعوم» مسؤولية كل ما يجري!!
ahmadh@ureach.com