توقيت - ما فيه - انه يأتي بانتظار حصيلة المتغيرات التي دفعت بها رياح القادم الجديد إلى البيت الأبيض، وفتحت الباب على مصراعيه أمام تخيلات سبقت قدومه ، وتجاوزت ما يمكن أن يحمله.
توقيت تقف فيه المنطقة على أعتاب "السيناريوهات الواقعية" لحمى التطرف الإسرائيلي، وهي تقذف حممها نحو مزيد من الاحتقان السياسي المغالي في اتجاهه ومضمونه، بقيادة طاقم حربي يلوح بذراع التفجير السياسي لكل ما يمكن لأن يقدمه الرئيس أوباما، مثلما يسعى للتفجير العسكري.
وفيما ينتظر اليوم أن تحدد كلمة الرئيس أوباما إلى العالم الإسلامي الكثير من عناوين العلاقة الملتبسة بين أميركا والمنطقة، وبين أميركا والعالم وحتى بين أميركا وأميركا، فإن الحكم الإسرائيلي عليها قد صدر، وبالتالي بات الشكل الجديد المفترض للعلاقة موضع اختبار لمساحة وحدود المتاح أميركيا خارج منطق القبول الإسرائيلي.
وإذا كانت المراهنات على ذلك الاختبار قد تعجلت في التقاط الاتجاه الذي يمكن أن تتحرك فيه السياسة الأميركية، فإن ما قدمه الرئيس أوباما من توصيف للعلاقة مع إسرائيل يستحق الكثير من التأمل والكثير من التوقف عند "الحب القاسي" وحصريته التي بدت فاقعة بنظر الإسرائيليين، ومن ثم مساحة الصدق التي يستطيع أن يحاكي فيها طاقم الحرب الإسرائيلي.
حب يبدو بنظر الإسرائيليين أقسى مما تحمله تراكمات عقود من التفاصيل المنسية وربما الملتبسة، وأكثر مما يرغبون في مقاربته اليوم، وهم يلتقطون إشارات تخفي خلفها أكثر مما تفصح.