وعندما نقول في غاية الخطورة لأننا نعلم جيداً أن الكتل الإسمنتية قد التهمت أغلبية أشجار الغوطتين تحت أعذار وهمية.
الذي دفعنا لقول ذلك ماوردنا من الفلاحين الذين يقيمون في منطقة حرستا والذين حددت أراضيهم موقعاً لإقامة محطة صيانة القطارات, مع العلم أن هذه المحطة ستقام على مساحة 400/ دونم مشجرة بأشجار منوعة أغلبيتها من أشجار الزيتون ويبلغ تعداد هذه الأشجار نحو /28/ ألف شجرة مثمرة, قيمة إنتاجها السنوي يزيد على /29/ مليون ليرة, وقيمة استملاكها في حال تنفيذ المشروع تزيد على عشرة أضعاف إنتاجها.
ونشير هنا إلى أن مسار سكة الحديد قد حدد مروره خلف ضاحية الأسد مع سفح الجبل بجوار مشفى تشرين, وتشير الدراسة التي أجرتها محافظة ريف دمشق إلى أن مرور السكة ومركز الصيانة بأراضي أملاك الدولة, وهي أراض جرداء تخفف أعباء الاستملاك.
وإن مساوئ وجود المحطة في المناطق المشجرة والمروية والتي يوجد مايقارب /183/ بئراً ارتوازية تروي تلك الأشجار, إنما يشكل مصدر تلوث لمياه الشرب والآبار في آن معاً.
ونعتقد جازمين أن وجود المحطة في أملاك الدولة وهي أراض جرداء يخفف العبء على الدولة من دفع مبالغ كبيرة نتيجة للاستملاك , وسهولة إنشاء المحطة القريبة من مسار سكة الحديد.
ونحن إذ نشير إلى هذه المسألة لقناعتنا بأن الحفاظ على المنطقة الخضراء بات مسؤولية الجميع, ولانعتقد أن مسؤولاً واحداً يقبل بقطع /28/ ألف شجرة مثمرة, وبجانبها مساحات واسعة, وكبيرة ولاتوجد عليها شجرة واحدة وأغلبها أملاك دولة, ليقوم هذا المسؤول بالموافقة على تشييد مشروع أياً كان نوع هذا المشروع.
ويبقى القول: رفقاً بغوطتنا وبأشجارها وهناك أراض واسعة تصلح لأن تكون أماكن لمشاريع حيوية !!