| محنة غزة .. عجز العرب البقعة الساخنة ولايكشف عن الوجه القبيح للسياسات الاسرائيلية المتتابعة التي عاناها القطاع طيلة العقود الماضية فقط , بل إنه يظهر أيضا حالة غير مسبوقة من العجز العربي , الذي لطالما كان واحداً من أسباب المعاناة الفلسطينية لمزمنة , الى جانب الاحتلال الاسرائيلي والانحياز الأميركي له . وإذا كان ثمة انفراج ما تتحدث عنه وسائل الاعلام وبعض المصادر في تخفيف الحصار على غزة , وفي قرب السماح لقوافل المساعدات الانسانية بالوصول اليها والى المليوني فلسطيني المحاصرين فيها , فذلك لايعني أبداً تراجعاً اسرائيلياً سياسياً أو عسكرياً عن محاولة اخضاع القطاع واذلال سكانه , بل إنه يؤشر فقط الى استبدال محتمل وقائم لأدوات حصار القطاع ومواصلة اعتقاله , ولاسيما ان العديد من المصادر الاسرائيلية تتحدث اليوم عن اجتياح عسكري أوجولات مطولة من القصف الجوي الاسرائيلي يجري الإعداد له , ليكون الأداة البديلة في مواصلة اجتثاث أسباب الحياة والمقاومة لدى القطاع وأهله . أما العجز العربي عن الانتصار لغزة وفلسطين كلها , فمقيم ومستمر , وهو يعبر عن حاله في أكثر من مظهر وغياب فعل , يأتي من خلال الأريحية الاسرائيلية في الانتقال من وسيلة الى أخرى في حصار القطاع وتجويعه دون أية خطوط حمر او معيقات من أي نوع , ويأتي من خلال كل مظاهر التزلف والود العربي غير المسبوق تجاه من يضيء للعدوان الاسرائيلي ضوءه الاخضر الفاقع لارتكاب مايرتكبه , وتجاه من يعلن على الملأ التزامه بأمن اسرائيل وبيهوديتها , ولايتردد في الطلب من العرب مشاركته هذا الالتزام والتسابق لتنفيذه , وتجاه من يمد اسرائيل بماتحتاجه من سياسة وسلاح لتواصل العدوان وتدفعه الى مداه . معاناة غزة اليوم , وفلسطين كل يوم , ومثلها العراق ولبنان والحبل على الجرار , ليست جديدة ولاهي طارئة , بل ولاحتى هي فيض عدوان وشر طافح , إنها باختصار عجز عربي يكاد يكون مطلقاً, واستباحة كاملة لحقوق لاتجد من يصونها في حين يتكاثر من يبددها ويقدمها للمعتدي طوعاً وبالمجان.. ألم غزة ونحيبها هو عجز العرب وموتهم السريري !!
|
|