تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


شراكة

على الملأ
الجمعة 29-5-2009م
مصطفى المقداد

هي حقيقة لم تعد بحاجة لإثبات، والبحث يتجه نحو تحديد مدى حجم المشاركة الفعلية في اتخاذ القرارات جميعها،

بدءاً من القرارات السياسية والعسكرية وانتهاءً بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعليمية وغيرها. فمنذ أن قامت محطة سي إن إن الأميركية بتغطية حرب الخليج لإخراج القوات العراقية من الكويت ظهر حجم الشراكة والتأثير في الرأي العام. ومدى القدرة على نقل الوقائع وفق المخططات الموضوعة. وقد ذهب البعض إلى حد الوصف بأن المحطة المذكورة كانت صاحب القرار الأكثر فاعلية في دوائر القرار الأميركية إلى جانب البيت الأبيض والبنتاغون ومكتب الأمن القومي و الاستخبارات والكونغرس، فكانت الشريك السادس في القرار الدولي آنذاك.‏

الأمر الذي دفع الإدارة الأميركية إلى الحد من دور تلك المحطة الذي تراجع إلى الواقع الحالي.‏

وبالمقابل فقد نشأت محطات فضائية في أكثر من مكان استطاعت أن تحدث تحولات اجتماعية وفكرية في أكثر من منطقة، وخاصة في منطقتنا العربية.‏

وتعود هذه الأيام نغمة المشاركة في القرار السياسي بصورة خاصة، إذ ادعى الصحفي روبرت سميث أنه كان على علم بالتجاوزات والمخالفات التي ارتكبها الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون من خلال تجسسه على الحزب الديمقراطي فيما عرف لاحقاً بفضيحة ووترغيت. تلك الفضيحة التي كشف تفاصيلها بوب وود وورد الصحفي في الواشنطن بوست وزميله كارل برونشتاين، فكانت النتيجة اضطرار الرئيس للاستقالة، وجر وزير العدل وكثيرين غيره للمساءلة القانونية.‏

ولم تنته مشاركات الإعلام عند هذا الحد فقد أماط سيمور هيرش الغطاء عن تجاوزات القيادةالعسكرية الأميركية في سجن« أبو غريب» الأمر الذي أجبر الإدارة الأميركية على محاكمة المسؤولين عن تلك التجاوزات والممارسات اللا إنسانية ويزداد اليوم دور الإعلام في المشاركة بالقرار بعد الانتشار الكبير للنشر الرقمي وإنشاء ملايين المواقع الالكترونية، فضلاً عن نظام المدونات الذي يسمح بنشر الآراء والأخبار والدراسات والاستطلاعات دون عائق.‏

وبالمقابل فإن هذا التوسع والانتشار سمح بوجود ممارسات بعيدة عن الحقيقة، فالسهولة في النشر، دفعت أصحاب المشاريع السوداوية والمنضوين تحت لوائها لتعبئة الشاشات الفضائية والشاشات الإلكترونية بالكثير من المغالطات والأكاذيب في محاولات للتأثير السلبي وقلب الحقائق.‏

وما يثير القلق أن تلك الأكاذيب تجد صدى وتأثيراً وانفعالاً لدى جمهور المتلقين الذين يغيرون مواقفهم وتصرفاتهم وفقاً لمدى تلك التأثيرات.‏

وترصد الحكومات والهيئات والمؤسسات أموالاً طائلة للمؤسسات الإعلامية التي تخدم مشاريعها، وتوظف فيها مختصين اجتماعيين ونفسيين وسواهم لزيادة حجم التأثير المطلوب.‏

وتتصارع قوى الحق والباطل وتحشد كل منها مقدراتها في حرب تنذر بتغيير المفاهيم سيكون النصر في جانب من يمتلك إمكانيات تكنولوجية وفكرية قادرة على الوصول إلى الهدف المنشود.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 11384
القراءات: 827
القراءات: 760
القراءات: 739
القراءات: 783
القراءات: 808
القراءات: 840
القراءات: 771
القراءات: 820
القراءات: 885
القراءات: 829
القراءات: 822
القراءات: 838
القراءات: 843
القراءات: 855
القراءات: 937
القراءات: 870
القراءات: 915
القراءات: 939
القراءات: 927
القراءات: 802
القراءات: 874
القراءات: 915
القراءات: 912
القراءات: 814
القراءات: 961

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية