هذا هو موقعها الوظيفي!.. فأين دورها الاداري ?! .. وهل تساءلنا عن مثل هذا الدور? ..هل تصدى له باحثون ودارسون?! لا أعتقد!
دائماً نحمل الادارات العليا والوزير فشل الوزارة والمدير العام فشل المؤسسة!!.. وعندما يتم التغيير يطال الوزير .. عندما يسعى الوزير للتطوير يبحث عن مدير عام جديد!! ويتجاهل صاحب قرار التغيير دور معاوني الوزراء في الوزارة, والمديرين الفرعيين في المؤسسة, لذلك يبقى المعاونون سنيناً , ويتغير عدد من المديرين العامين بينما يبقى المديرون الفرعيون إلا من يفشل في اتقان أساليب البقاء, وبعض أساليب البقاء والاستمرار يتلخص في ممارسة فن التملق والمديح للقادم , والطعن فيمن رحل, والتغني بآمال التطوير مع القادم, وتحميل مسؤولية التراجع لمن غادر!! وقد يكون دورها اتهام الجديد والدس عليه اذا حاول عرقلة مصالحها!!
إن الجميع يتجاهل دور هذه الادارات الفرعية في تمرير ما يريدون بأساليب أتقنوها خلال سنوات عملهم, همهم الأول والأخير الحفاظ على مواقعهم التي يخشون فقدانها, وكراسيهم التي يرعبهم اهتزازها!! ولأنهم الأكثر قرباً واحتكاكاً بالوزير..أو المدير العام فهم ينقلون له الصورة التي يريدون, يشوهون فلاناً استمروا مع كل من سبق بتشويه صورته, ويقربون علاناً استمروا مع كل من رحل بتلميع صورته!!.. يقدمون الافكار التي ما فتئوا يقدمونها لمن سبق, ويزينون القرارات التي تصدر والنوايا التي يعلنها من جاء وهدفهم كسب الثقة ونيل الرضا!..
الادارات الوسطى هي مفتاح النجاح.. وسر الفشل , وهي موجودة في كل المواقع, واخطرها على العمل وهي القريبة من صاحب القرار في الوزارة أو المؤسسة !.. هي دائرة المديرين المحيطة به!..
وتمرر ما تريد!... وتحجب ما تريد!.. والنتيجة يتحملها الوزير, أو المدير العام , لذلك يقال ان الوزير فشل.. او المدير العام فشل!..
فليدرس الدارسون الاداريون دور هذه الشريحة المتمثلة بالادارات الوسطى لأنها الأخطر!..
وليحذر الوزراء والمديرون العامون مثل هذه الادارات لا سيما المستمرة في مواقعها سنين طوال حتى امتلكت ناصية قدرة التأثير على صاحب القرار من خلال قدرتها وخبرتها في رسم الصورة التي تدفعه لاتخاذ ما تريده هذه الادارات وما يخدم مصالحها ورؤاها وتوجهاتها وبالتالي بقاؤها على كراسيها.
إنها الأقوى ولو تراءى لكم غير ذلك والاستثناءات محدودة جدا!!