لقد أصبحت هذه المنشآت منذ تسع سنوات على الأقل عاجزة عن تنفيذ خططها الانتاجية السنوية المقررة , وغير قادرة حتى على تسويق كامل إنتاجها رغم قلته ..?! حيث لم تتجاوز نسبة الانتاج لكل من هذه الشركات خلال السنوات المذكورة وحتى الآن ال 40 - 60% من خططها الانتاجية , ,ولم تتخط مبيعاتها عتبة30 - 40% في أحسن الأحوال ?!
إن تردي الأوضاع الانتاجية والتسويقية و غيرها من قضايا العمل في تلك المنشآت دفعها في أغلب الأحيان إلى بيع منتجاتها بأسعار تعادل التكلفة أو أقل بكثير وهذا ما أوقعها في خسائر مالية متلاحقة بلغت عشرات الملايين في العام الواحد وأدى كذلك إلى إغلاق بعضها , كما حصل لشركة الكونسروة في مزيريب منذ أربع سنوات تقريبا ?! وفي الواقع .. فإن ارتفاع تكاليف الانتاج الثابتة كالرواتب والأجور , والمتغيرة كالمواد الأولية وبعض مستلزمات الانتاج الأخرى , وقدم خطوط الانتاج , والعمالة الزائدة وحالات الهدر هي من العوامل الرئيسة التي جعلت تلك الشركات غير قادرة على منافسة القطاع الخاص المنتج للمواد المشابهة من حيث الاسعار والمرونة في البيع والترويج والدعاية للمنتج وبالتالي غير قادرة على فرض نفسها في الأسواق المحلية والخارجية وتسويق إنتاجها وما أود قوله باختصار .. إن القطاع العام الصناعي بدرعا خاسر بامتياز حالياً , ولا بد من دعمه واصلاحه وإعادة هيكلة منشآته, لتقف على قدميها من جديد , وتشارك في مسيرة التنمية ..