يحيل من جديد الى منظومة الخداع الاسرائيلي التي ترافق كل عملية تفاوض , فيكون لدينا كلام معسول وايحاءات بانفراجات وتقدم , بينما تكون الحقيقة على الارض شيئاً آخر .
وقد عبر عن ذلك المفاوض الفلسطيني ياسر عبد ربه الذي قال إن (إسرائيل تريد أن تضحك علينا, فهي تتحدث عن تقدم وتواصل الاستيطان من جنين حتى الخليل مروراً بالقدس, وتسمين المستوطنات والكتل الاستيطانية... فلا يوجد عندها سوى شيئين: الخداع السياسي والتوسع الاستيطاني).
والواقع ان هذا الرأي لا يعكس وجهة نظر الفلسطينيين فقط , بل قطاع واسع من الاسرائيليين أنفسهم الذين كما ورد في صحف اسرائيلية خلال الايام الاخيرة, يعتقدون ان رئيس حكومتهم ايهود اولمرت غير جاد في عملية السلام على أي من المسارات , وانما يتخذ هذه العملية ذريعة لضخ الاوكسجين الى قلب حكومته المتهاوية تحت وقع فشلها الامني في لبنان وغزة , وتركيبتها الداخلية الهشة , والفضائح من كل نوع التي تلاحق أعضاءها وعلى رأسهم اولمرت نفسه الذي يخضع هذه الايام للتحقيق أمام الشرطة في قضايا فساد مالي .
مفاتيح السلام واضحة , ومن يريد أن يدخل يجب عليه أولا أن يحرك المفتاح , لكن اسرائيل لا تفعل ذلك , واذا فعلت فيكون في الاتجاه المعاكس لإحكام حبس السلام في صندوق الاستيطان ومواصلة الاعتداءات , وهي في سلوكها هذا , لا تواجه موقفا أميركيا جادا يحرص على ترجمة وعود جورج بوش باقامة الدولة الفلسطينية نهاية هذا العام .