بدأت بالانسحاب من معاهدة التخفيض المتدرج للأسلحة البالستية مع روسيا في الأيام الأولى لهذه الإدارة, ووصلت إلى احتلال العراق وأفغانستان وتدمير لبنان, والتلويح بحرب جديدة تقول جهات عدة إن هذه الإدارة لا تزال تعد العدة لها ضد إيران, ومروراً بالفتن البرتقالية التي أثارتها في عدد من الدول والمجتمعات الشرقية من اوروبا.
ومع اقتراب رحيل هذه الإدارة, وانحسار هوامشها في اللجوء المعتاد إلى الحرب كخيار أول لديها, لم تتراجع نزعة العدوان المتأصلة فيها وإن اختلفت أو تفاوتت أدوات الترجمة والتنفيذ, فتقدمت خيارات إشعال الفتنة حيث تراجعت لوجستياً خيارات شن الحروب والعكس صحيح.
ويمكن لأي متابع مراقبة تلك الفتن التي يجري تسعيرها هنا وهناك لمصلحة التخريب (الخلاق) الذي استمرت هذه الإدارة في السعي إليه, حتى عبر توظيف الكوارث الطبيعية في هذا السياق في ميانمار مثلاً وفي تأليب المعارضات على الحكومات وبالعكس في التيبت ولبنان ودول افريقيا.
غير أن المثال الأكثر وقاحة وعدوانية في هذا المجال, احتفال الإدارة الأميركية بذكرى قيام إسرائيل كما لو أن هذه الأخيرة أقيمت على سطح القمر أو على أرض خلاء من أي شعب وتاريخ وجغرافيا وانتماء وكما لو أن قيام هذا الكيان لم يتسبب بنكبة شعب كامل وتشريده وسرقة أرضه ومستقبله وأجياله.
بوش في فلسطين المحتلة قريباً للاحتفال وتكريس الظلم الصهيوني, عدوان جديد ومتجدد وبمواصفات كاملة, أقلها نسف كل فرص السلام ومناخاته رغم ضحالتها وبرودها, وطمس قضية شعب وشطب حقوقه وآماله ومستقبل أجياله.
بوش في فلسطين المحتلة قريباً لتسعير الفتنة والتخريب في المحيطين الإقليمي والدولي للمنطقة العربية, تأصيلاً لنزعة عدوان لم تتبدد ولم تتلاش .. بل استبدلت أدواتها فحسب !!