| حلم أسود وردي معاً على الطريق مشهد لم تقصر دولة عن متابعته ولا بد أن أسرة ما في كل مدينة اغرورقت أعين أبنائها بالدموع تأثراً وابتهاجاً وتخوفاً لشعورهم أنهم معنيون وشركاء في اللحظة التاريخية والانعطافية الجذرية, لقد أعاد انتخاب أوباما الثقة بالمجتمع الأميركي وحيويته وقدرته على تجديد نفسه واستعادة قيمه الكونية في الديمقراطية والمساواة والعدل قبل أن تغتالها المطامع الاستعمارية مع رؤساء أرجعوا التاريخ إلى الوراء واعتقدوا أنهم مفوضون من السلطة الإلهية للتحكم بالعالم. أما التخوف فآت من علمنا أن قوة المؤسسة في الولايات المتحدة تستطيع أن تدور النتوءات وتبتلع وعود التغيير, فهل يتحول حلم الأسود بالوردي إلى تمثيل آخر لكابوس طويل تمدد إلى نهاراتنا وتطاول على أعمارنا? أن يتفاوت الرؤساء الأميركيون بين السوء والانحياز لمصالحنا الوطنية وهم, لكننا لانستطيع إلغاء تأثير الشخص, فأوباما أول رئيس أميركي لم يولد في الولايات المتحدة وينحدر من عرق ودين تم ازدراؤهما على عقود لكنه استطاع بفضل كفاءته وبفضل- وهذا مالا يجب أن نتجاهله- حيوية المجتمع الأميركي وانفتاحه أن يخترق الغيتوهات ويكسر التابوهات أي إن سيرته ومسيرته الصاعدة وبنية الدولة والمجتمع اللذين احتضناه كلها تقع على نقيض بنية الدولة الدينية اليهودية المنغلقة على نفسها ما يؤجج العنف ليس في (دولة إسرائيل) فقط بل في عموم المنطقة, فهل يخون ماضيه ويصادر الأحلام التي انعقدت مع وصوله إلى سدة الرئاسة الأميركية ويستسلم أمام سطوة المؤسسة ويتابع ما بدأه سلفه عندما زايد على اليهود أنفسهم فطوب(إسرائيل) من دولة لليهود إلى دولة يهودية? تشير المقدمات بل تبشر بإمكانية الخروج من نفق التخبط السابق, هل ننتظر لنرى أم نستثمر الفرصة?. diana jabbour@yahoo. com
|
|