أما العامل الآخر من عوامل الفرح والتفاؤل فهو الإعلان عن بدء العمل في مشروع دجلة, ونحن لا نقلل من الجهود التي بذلت والإجراءات المتخذة من قبل الحكومة ولاسيما بعد زيارة اللجنة الوزارية لمحافظة الحسكة لكن حقيقة الأمر أن الحل الأمثل والاستراتيجي يتمثل في جر المياه من نهر دجلة والبدء بتنفيذ محطات الضخ وضمان حصولنا على حصتنا من مياه دجلة الذي يسير في أراضينا.
إننا ندرك حصول سورية على ما يقارب 100 متر مكعب من المياه في الثانية أي حوالي مليار و 200 مليون متر مكعب في السنة سيوفر الحل الأمثل لمشكلات الحسكة بعد أن تصل المياه من دجلة إلى الخابور.
لقد أكدت لنا مصادر مطلعة في مديرية الموارد المائية أنه يجري العمل على تنفيذ هذا المشروع بالسرعة الكلية ولا سيما أن حوض دجلة والخابور تستهلك موارده المائية الداخلية والمتمثلة بالسطحية والجوفية في أغراض الري والشرب والصناعة وقد أدى ذلك إلى استنزاف المياه الجوفية في معظم أرجاء الحوض وهذا يعني أنه لا يمكن إيقاف استنزاف المياه وبشكل خاص المياه الجوفية مع تأمين متطلبات الأمن الغذائي والاجتماعي إلا عن طريق الاستفادة من مياه نهر دجلة حيث تنتظر مساحات شاسعة من أخصب الأراضي تنفيذ هذا المشروع, يضاف إلى ذلك أن جر مياه دجلة والاستفادة من حصة سورية من هذا النهر سيوفر مياه الشرب للمدن والقرى والتجمعات الواقعة ضمن مسار المشروع والأمر الآخر هو إن ما قامت به المديرية والمؤسسات المعنية الأخرى من أجل دعم مشروع ري الخابور من مياه نهر دجلة من خلال تعديل الدراسة الخاصة بالمشروع نفسه أمر في غاية الأهمية إذا ما عرفنا مبررات هذا الدعم, فالوضع المائي الحالي في محافظة الحسكة قد انعكس سلباً على مشاريع الري الحكومية والخاصة التي تعتمد على مياه نهر الخابور وينابيعه وبسبب نقص المياه ووصول ينابيع نهر الخابور إلى الصفر ووجود عجز مائي سنوي في الحوض يتجاوز /2/ مليار متر مكعب سنوياً, فإن مشاريع الري الحكومية لم ترو ولم يتم تأمين مصدر مائي دائم لري المساحات الواسعة المرخصة أصولاً ولأنه-أي مشروع دجلة- الأمل والحل الأمثل لكل المشكلات الناجمة عن الجفاف فإن الإسراع في إنجاز مراحله الأولى كحد أدنى ضرورة ملحة, ولذلك نقول: أسرعوا إلى دجلة وليكن من أولى الأولويات.
younesgg@maktoob.