تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طلب الرضا والفعل السياسي

الافتتاحية
الأحد 9/11/2008
بقلم رئيس التحرير أسعد عبود

البرلماني العربي طالب للرضا.. يريد إرضاء السلطة التنفيذية في بلده ... ويريد إرضاء القوى الشعبية وغير الشعبية التي كانت وراء وصوله إلى مقعده... وأيضاً يحاول كسب رضا الجهات الناقدة المنتقدة في بلده والعالم من حوله, بحثاً عن الديمقراطية, على الأقل بالسكوت عنه وعن عيوب ما يعرف بالديمقراطية التي تمثل وجوده تحت قبة البرلمان.

من يرضي?! وكيف..?!‏

هذا الهاجس الثلاثي التشعب يجعل البرلماني العربي يدخل هذا المعترك ويخرج منه دون فعل يذكر, غارقاً في المتاهة ذاتها, من يرضي..?! وكيف..?!‏

لاشك أن المهمة المنوطة بهذا الإنسان العربي معقدة داخل وطنه ومجتمعه.. صعبة جداً.. وإذا كان الكثير مما يثار حول عمل البرلمانيين العرب على الصعيد الوطني (القطري) صحيحاً إلى حد ما.. فإن ارتباك البرلماني أمام أحجية من يرضي, وكيف, هي حالة ليست غائبة عن برلمانات العالم... ومعاقل الديمقراطية المزعومة.. لكن.. لاشك أن الأمر مختلف... مظهرياً وفعلياً..‏

أما على الصعيد القومي.. ونحن اليوم أمام افتتاح الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي.. نرى أن فعلاً سياسياً كبيراً ومهماً جداً يستطيع هذا الاتحاد أن يقوم به, فيصل إلى رضا ضميره القومي وهذا ليس أضعف الإيمان.. بل هي المهمة المقدسة التي لا يشغلنا عنها أن نعرف: كيف جاء إلى هنا ومن رشحه.‏

إن البرلمان العربي مؤسسة سياسية تشريعية قومية يمكنها أن تكون فاعلة, وتستمد قوتها من كونها في الموقع الوسط بين الشارع والسلطات العربية أو هكذا يجب أن تكون على الأقل... ونرى:‏

أن البرلمانيين العرب يمكنهم أن يحققوا حالة إيقاف ضياع الفرص بالنسبة للكثير من الأمور التي يمكن ألا تعترض عليها هذه السلطة العربية أو تلك... إنما هي فرصة ضائعة لأنه لا أحد يتابعها, ولا أعتقد أن الحكومات العربية سترفع صوتها في الاعتراض وترفض منح الرضا إن سعى البرلمان العربي لايجاد رؤية عربية واحدة تجاه قضايا الأمة ولو بمعطى نظري فقط.‏

خلافات الحكومات العربية .. سياسية.. واختلافها مع طرق وأساليب الانتخاب والتمثيل خلل في حصول المواطن على حقوقه السياسية.‏

وهي جزء من حقوق الإنسان وليس كلها..فإذا كانت هذه صعبة, وقد تعوق الموافقة على طلب الرضا..فإن بقية حقوق الإنسان لن يظهر القادة العرب وحكوماتهم خلافات عليها.. وكثير منها لا يختلفون عليه..وهي بحر تستطيع أن تطفو على مياهه وتسير بقوة دفع أمواجه أكبر السفن التي تتجاوز بحجمها ووزنها وامكاناتها البرلمان العربي بصيغته الراهنة الانتقالية.. وبصيغته القادمة الدائمة.‏

أيها السيدات والسادة نحن المواطنين العرب نواجه: الفقر إلى درجة الجوع.. والبطالة إلى درجة الهجرة في البحار المجهولة, ومواجهة الموت.. وتردي التعليم والثقافة إلى درجة الأمية..وتردي الوضع البيئي إلى درجة انعدام الصحة..و..و..وما أكثر ما نواجهه من حقوق الحياة المهضومة إلى درجة أن نشعر بسخرية أولئك الذين يبحثون عن حقوقنا السياسية تحت عنوان (حقوق الإنسان).‏

لا أنفي أبداً أن ثمة علاقات فعلية وكبيرة بين مواجهة هذه التحديات الحياتية..وموقف الحكومات العربية والتحديات السياسية..لكننا نؤمن أن ثمة فرصاً متاحة تحتاج من يفعّلها..ويستطيع العرب أن يلتقوا في العديد من الصعد ويقوموا بفعل أساسي ومهم في حياتهم المشتركة كعرب..دون احتجاج الحكومات ودون حاجة لطلب الرضا..‏

هل نحن نخرج بما قدمناه عن المهمات المفترضة للبرلمان العربي كمؤسسة سياسية غير معنية بالفقر والعلم والصحة والبيئة?!‏

بل نحن نقول: إنها أعرض بوابة لدخول البرلمان العربي إلى الفعل السياسي الكبير في الحياة العربية.‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 09/11/2008 08:30

تسييس أية هيئة عربية يعني إفراغها من أي فعل حقيقي, والواقع الحقيقي يقول لكاتب المقال ولغيره بأنه لايوجد برلمان عربي يخطب ود الشعب أو يحاسبه الشعب أو يحاسب الحكومة باسم الشعب, فالبرلمان في أي قطر عربي لايقف بالوسط بين الحاكم والمحكوم,مع أنه من المفروض أن يقف البرلمان لجانب المحكوم الذي يمثله, لأنه ببساطة في جيب الحاكم عند كل حسم.وحتى كاتب المقال فإنه لاينتظر من انعقاد برلمان العرب سوى قرار سياسي, أي أن الكاتب يخرج فعلا بماقدمه بمقالته هذه عن المهمات المفترضة للبرلمان العربي في الفقر والعلم والصحة والبيئة.

محمد صلاح الحاج علي |  mhmd1189@hotmail.com | 09/11/2008 08:39

على كل شخص ان يعرف مهمته وماذا يريد هو يجب أن يكون صاحب رؤية وفكر ويتحمل مسؤليته في موقعه وتكون همته متناسبة مع همته وأن لا نؤمن بالاستسلام لسياسة الممكن فقط بل أن يؤمن أنه دائما هناك ما هو أفضل لا نحتج بالظروف بل يمكن صناعة الظروف وتغيير الظروف وكل برلماني يجب أن يكبر بنفسه ويعمل للمصلحة العليا مصلحة كرامة المواطن العربي ورفعته وعزته التي لا تأتي بدون تضحيات وعمل عن علم وفهم ودراية مبنية على قوة التوحيد وتوحيد جميع عناصر القوة العربية وهي كثيرة ومتوفرة ونبدأ بالتدريج ولكن برؤية استيراتيجية واقعية مبرمجة لبلوغ الهدف.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية