تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ضغط الانتظار ..!

قضايا الثورة
الأحد 13/11/2005م
علي قاسم

لم تكن إشادة الأمين العام للأمم المتحدة بما ورد في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد من تأكيد على التعاون مع لجنة التحقيق, مجرد إشارة إلى ما قدمته سورية فحسب, بل أيضا يعكس الرغبة من قبل المنظمة الدولية ممثلة بأمينها العام في تقديم موقف موضوعي يضع حدا فاصلا بين محاولات الدول المتنفذة في تجيير المنظمة الدولية, وبين الدور المفترض للمنظمة.

وإذا كانت قلة قليلة تنظر بعين الجدية إلى ذلك الدور, فإن أحدا لا ينكر القدرة على تحديد الفواصل التي يمكن أن تؤديها في التفريق المطلوب بين حدود الشرعية وسقوف الاستباحة لتلك الشرعية, ولا يزال موقف أنان من الحرب الأميركية على العراق من عدم شرعيتها, ماثلا في الأذهان, ولو تأخر قليلاً.‏

غير أن الأهم من هذا وذاك ما برز حتى اللحظة من مواقف تكشف عن خبايا الاستهداف المعلن, ولا سيما بشأن الإقرار بأن الغاية لم تعد مرتبطة بمعرفة الحقيقة, بعد أن باتت مصداقية التحقيقات موضع تساؤل عقب انكشاف محاولة أخرى لترتيب شاهد آخر يفبرك رواية جديدة, حيث ما كشفه محامي السقا من محاولات في ذلك الاتجاه.‏

ومع ذلك لم تتردد سورية في التأكيد على رغبتها في التعاون مع لجنة التحقيق الدولية, وكان لا بد من وضع أعضاء مجلس الأمن بصورة الإجراءات السورية للتعاون, ولا سيما بعد أن رفض رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي ديتلف ميليس كل الدعوات التي قدمت له لزيارة سورية, وهو موقف يثير الكثير من الأسئلة, وربما أكثر من الأسئلة...!‏

أمام هذه الوقائع لا بد للمتابع من أن يلحظ الاتجاهات التي تطفو على السطح تباعا, حيث تبرز جملة من المفارقات التي تتعلق أولا وأخيرا بالسيناريوهات الموضوعة,والتي لا يكاد يخفق أحدها حتى يطرح الآخر في عملية استحضار للبدائل, والتي تثير بدورها إشارات استفهام عديدة.‏

وقد توازت مع المعلومات التي تتسرب عن مصير الخيوط العديدة التي يفترض أن يتابعها التحقيق, سواء تلك التي لم يشر إليها تقرير ميليس إلا بشكل عرضي, أم تلك التي كانت موضع تركيز شديد, وتحضر في هذا الإطار مؤشرات عديدة على أن الأيام الماضية لم تشهد ذلك النشاط المنتظر في عمل اللجنة لاستغلال الوقت المتاح لاستكمال التحقيق, إلا إذا كانت الغاية تمرير الوقت حتى الخامس عشر من الشهر القادم ليطلب مهلة أخرى ,ويمدد عمله, وبالتالي إبقاء المنطقة تحت ضغط الانتظار لأشهر أخرى تكون خلالها الولايات المتحدة الأميركية قد جهزت ملفات أخرى للزج بها في الأزمة.‏

وهذا ما يفسر بنظر الكثيرين عملية التباطؤ في الاستجابة للدعوات السورية, ورفض التعاون المقترح من جانب سورية, لتذهب بعدها اللجنة وتقول إن التعاون لم يكن بالشكل المطلوب.‏

وهنا يبرز دور الأمين العام للأمم المتحدة باعتباره المعني بعمل اللجنة, وطرق عملها, إذ لا بد من أخذ الإيجابية السورية بعين الاعتبار, ولا بد من التوقف عند الأسباب التي دفعت باللجنة إلى البطء في استكمال تحقيقاتها, وأسباب رفض المقترحات السورية بهذا الإطار, ودوافع الإصرار على توجيه تلك الرسائل بهذه الآلية المبالغ فيها إلى حد غير مسبوق.‏

كما يبرز دور الدول الأعضاء في مجلس الأمن والذين أضحوا على علم بكل الحيثيات المرتبطة بالأسباب التي تتعلل بها لجنة التحقيق الدولية, خصوصا أنهم يدركون أن تلك الأسباب تخرج عن نطاق عمل اللجنة وعن الصلاحيات المفوضة بها من قبل المنظمة الدولية ومجلس الأمن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 6989
القراءات: 910
القراءات: 1064
القراءات: 855
القراءات: 856
القراءات: 844
القراءات: 966
القراءات: 813
القراءات: 743
القراءات: 842
القراءات: 888
القراءات: 776
القراءات: 714
القراءات: 774
القراءات: 968
القراءات: 852
القراءات: 661
القراءات: 856
القراءات: 878
القراءات: 936
القراءات: 882
القراءات: 763
القراءات: 938
القراءات: 849
القراءات: 982

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية