فحقبة هذه الإدارة تركت إرثاً هائلاً من المشكلات داخل أميركا وخارجها سيكون من الصعب على أي إدارة جديدة أولا أن تستمر على نهج إدارة بوش المدمر وثانيا أن تجد الحلول لهذه المشكلات دون اشراك المجتمع الدولي بها وتفهم حاجاته وضروراته.
وثمة عامل آخر سيفرض على الإدارة الأميركية الجديدة سواء كانت ديمقراطية أو جمهورية أن تتعاون مع المجتمع الدولي وهو ضعف قوة أميركا من ناحية, وبروز قوى أخرى على الساحة الدولية من جهة أخرى الأمر الذي لم يكن متوفرا خلال العقد المنصرم.
هذه العوامل المؤثرة في السياسة الأميركية المقبلة ستكون فعاليتها في إيجاد حلول للمشكلات الدولية مرتبطة إلى حد كبير في تعامل القوى الصاعدة ودول العالم أجمع وخاصة الدول العربية معها من هذا المنطلق حيث ثبت خلال إدارة بوش أن الدول التي صمدت بوجه ضغوط هذه الإدارة على قلتها تجنبت إلى حد كبير مخاطر وعواقب سياستها والحالة السورية في هذا الشأن نموذجية حيث أكد محللون وسياسيون دوليون وأميركيون أن سياسة بوش ضد سورية فشلت بل وجعلت سورية في موقع اقوى اقليميا ودوليا وهذا الامر يجب أن يكون عبرة و مسارا للدول التي انبطحت امام السياسة الاميركية في السنوات الماضية بدعوى تجنب العاصفة الامر الذي جعلها عرضة لعواقب السياسة البوشية الى سنوات قادمة وربما الاعصار المالي هو اول الغيث.
التوقعات والتقارير واستطلاعات الرأي ترجح فوز المرشح الديمقراطي اوباما بمنصب الرئاسة واذا صحت هذه التوقعات فان السياسة الاميركية مرجحة للتغيير في المنطقة وذلك قياسا للتصريحات والوعود التي اطلقها اوباما خلال الحملة الانتخابية وهنا يأتي الدور الايجابي لتأثير الدول العربية في هذه السياسة بالاستناد على اعتماد التغيير في التعامل مع اميركا والتمسك بالسيادة الوطنية ومنطق الحوار والمصالح المشتركة.