على اعتبار أن الكهرباء ستفصلها عن أحفادها، اولئك الذين وجدوا في حكاياها الغابرة «سيرة عنترة بن شداد وسيرة بني هلال.....الخ» دثاراً يقيهم شرور الحياة.
اليوم صبحة لم تعد موجودة، و الأحفاد كبروا، وصار لهم أحفاد أيضاً، تقطع عنهم الكهرباء ست ساعات يومياً، ومع عودة الفانوس لاعودة لإنارة ليلهم المعتم، مع سقوط وتلاشي حكايا التراث، وصخب التقرب من الجّدة.
انقلب الحال وصار القص والسرد لعبة أحفاد يركّبون قصصهم على خلفية مايرويه لهم التلفاز، و يؤلفونها على مدى عقولهم الصغيرة التي لم تعتد على استيعابها بعد.
«السموءل» حفيد حفيد صبحة بات يقص حكايا الشهداء السوريين، ويقرر انه سيحمل غداً سلاحاً للدفاع عن ضيعته، ويحذر عمته من فتح الباب دون أن تنظر في العين – الساحرة – ولا أعرف من أين جاءت التسمية! ويعد أمه انه سيشتري بخاخاً ليرش بها عيني المعتدي المتوقع.
هكذا ببساطة صارت ثقافة الأحفاد عبئاً عليهم، اجتزأت من حياتهم فصولاً ومن أرواحهم البريئة دثاراً، فما عادت ثقافة «صبحة القاضي» تجدي نفعا، مقابل ثقافة الموت التي صارت جزءاً من مشهد تراجيدي يكبر مع اتساع رقعة الوطن.