تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صبحـــــة

رؤيـــــــــة
الخميس 12-1-2012
وفاء صبيح

صبحة... جدتي التي رفضت الحضارة المتمثلة بمد الكهرباء إلى منزلها، ورمت يوم ذاك العامل بحذائها علها توقفه لكن عبثا, وتلك الرمية كانت بالنسبة لصبحة القاضي, بمثابة الدفاع عن وجودها،

على اعتبار أن الكهرباء ستفصلها عن أحفادها، اولئك الذين وجدوا في حكاياها الغابرة «سيرة عنترة بن شداد وسيرة بني هلال.....الخ» دثاراً يقيهم شرور الحياة.‏

اليوم صبحة لم تعد موجودة، و الأحفاد كبروا، وصار لهم أحفاد أيضاً، تقطع عنهم الكهرباء ست ساعات يومياً، ومع عودة الفانوس لاعودة لإنارة ليلهم المعتم، مع سقوط وتلاشي حكايا التراث، وصخب التقرب من الجّدة.‏

انقلب الحال وصار القص والسرد لعبة أحفاد يركّبون قصصهم على خلفية مايرويه لهم التلفاز، و يؤلفونها على مدى عقولهم الصغيرة التي لم تعتد على استيعابها بعد.‏

«السموءل» حفيد حفيد صبحة بات يقص حكايا الشهداء السوريين، ويقرر انه سيحمل غداً سلاحاً للدفاع عن ضيعته، ويحذر عمته من فتح الباب دون أن تنظر في العين – الساحرة – ولا أعرف من أين جاءت التسمية! ويعد أمه انه سيشتري بخاخاً ليرش بها عيني المعتدي المتوقع.‏

هكذا ببساطة صارت ثقافة الأحفاد عبئاً عليهم، اجتزأت من حياتهم فصولاً ومن أرواحهم البريئة دثاراً، فما عادت ثقافة «صبحة القاضي» تجدي نفعا، مقابل ثقافة الموت التي صارت جزءاً من مشهد تراجيدي يكبر مع اتساع رقعة الوطن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 وفاء صبيح
وفاء صبيح

القراءات: 752
القراءات: 814
القراءات: 863
القراءات: 919
القراءات: 985
القراءات: 982
القراءات: 1048
القراءات: 1248
القراءات: 819
القراءات: 1516
القراءات: 1132
القراءات: 1127
القراءات: 1124
القراءات: 1046
القراءات: 1259
القراءات: 961
القراءات: 1058
القراءات: 1020
القراءات: 1086
القراءات: 1198
القراءات: 1167
القراءات: 1192
القراءات: 1230
القراءات: 1382
القراءات: 1278

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية