أما المكاسب من تطبيق معايير الدليل فهي لا تقدر بثمن ومن خلال معرفة أن سورية تحتاج إلى مليوني منزل على الأقل حتى العام 2020 يتضح أن قيمة الوفر كبيرة وتشكل نحو 40٪ مما يمكن إنفاقه بالشروط الراهنة للمساكن على الطاقة والتدفئة والمياه والنفايات.
قد تكون الكلفة مرتفعة لإشادة المساكن الخضراء قياسا للمساكن التقليدية لكن استرداد الفرق مضمون وعمر هذه المساكن أطول بكثير عدا ما تحققه من عوائد صحية ونفسية لا تقدر بثمن للساكنين فيها.
والشيء الجميل في الندوة هو عرض نماذج من قبل مؤسسة الإسكان منها تصميم 29 شقة في توسع ضاحية قدسيا ومشروع للعمارة الخضراء في صيدنايا يتم استكمال دراسته حالياً.
ونأمل ألا تتوقف المؤسسة عند هذا الحد بل تبادر لتصميم نماذج وتقدمها مجاناً لمن يرغب سواء في الريف أو المدينة وبذات الوقت يتم الاطلاع ميدانيا على أمثلة منجزة لها طابع عمراني جميل وهادئ.
ومن حسن الحظ أن الناس بادرت لوحدها بالعودة للطبيعة حيث تشاد مثلا في محافظتي درعا والسويداء مئات المساكن من الحجر البازلتي الأزرق الذي يجمع الجمال والعزل والطبيعة والمتانة ويعكس عمق الحضارة واستمرارها في ضمائر الناس وقلوبهم قبل عقولهم.
كذلك فإن عدداً من سكان المدن باتوا حريصين على استخدام العزل الحراري والحجر القرميدي الطبيعي وكذلك استخدام السخانات الشمسية.. فأين وزارتا الإسكان والإدارة المحلية وباقي الوزارات من دعم مثل هذه الخطوات لتخفف عبئاً كبيراً عنها.
فليس عسيراً أن نقدم نماذج للبيت الريفي السوري الذي نحلم به لنا ولأولادنا من بعدنا.. وليس عسيراً أن نقدم التسهيلات والمغريات لمن يرغب ببناء وفق تلك النماذج عبر تخفيض فوائد القروض والإعفاء من الرسوم الجمركية وغيرها لشبكات الطاقة الشمسية وباقي أشكال الطاقات المتجددة التي يبادر الناس لتطبيقها في بلدهم طواعية وبكل عفوية ومحبة.