| أقــوال أشـــهر مــن قائـــليها معاً على الطريق ولا تلحفي عليه فيقلاك ، ولا تباعدي عنه فينساك ، إن دنا منك فاقربي إليه ، وإن نأى عنك فابعدي عنه ، واحفظي أنفه وسمعه وعينه فلا يشمّن منك إلا طيبا ، ولا يسمعنّ إلا حسنا , ولا ينظرنّ إلا جميلا» كثيرة هي الأقوال النثرية والشعرية التي تناقلتها كتب التراث ويستشهد بها الناس في أحاديثهم وكتاباتهم ويتناقلونها شفاهاً حتى تفوّقت على قائليها مثل هذا القول لأسماء بنت خارجة الفزارية «ما أحبّ أن أردّ أحداً في حاجة طلبها لأنه لايخلو أن يكون كريماً فأصون عرضه، أو لئيماً فأصون عرضي عنه» ومنها هذه المقطوعة الأدبية الجميلة والمعبرة , وهي وصية تقدمها لابنتها ليلة زفافها . ولئن كان الجهل بالاسم ليس رزية فإن المغالطة افتراء على الحقيقة وبرهان على الجهل بل الغباء . في أحد المواقع الإلكترونية يقول رجل كثّ اللحية متواضع تواضع العلماء رداً على سؤال يوجه إليه «إن كلمة أسماء تطلق على النساء والرجال سواء بسواء» ويأتي بهذه الوصية مثالاً على أنها وصية من أب! هو (أسماء بن خارجة الفزاري) إلى ابنته ليلة زفافها . والغباء لايتجلى بهذه المغالطة وحسب وإنما بالقصور عن إدراك معاني كلماتها التي هي كلمات لاتقولها سوى امرأة ناضجة مجربة ، كلمات حميمية صريحة توجهها أم إلى ابنتها بطلاقة الأم (الأنثى) التي هي أقرب الناس للبنت من الأب (الرجل) الذي تحدّ هيبته وخبرته من قدرته على قولها والتفطن لجزئياتها . ولست أدري ماذا أقول في ملتحٍ آخر اعترض على كلمتَيْ (أمة وعبد) لأنهما تخالفان الشريعة الإسلامية، لأن الإسلام حرر العبيد والإماء !! وأتساءل: كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يفهموا هذه الصورة الرائعة في الآية الكريمة «واخفض لهما جناح الذل من الرحمة» مادام أحد شروط تفسير القرآن هو الإلمام باللغة العربية وهم جهلة على مايبدو؟ إنهم أولئك الذين ورد ذكرهم في القرآن «صمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لايعقلون» فأنى لهم أن يتذوقوا الأدب الرفيع ويدركوا فحواه ، وقد قال الرسول (ص): إن من البيان لسحراً . إنهم يعيشون مغالطة تاريخية خطيرة ويتمددون على المواقع الإلكترونية الكثيرة التي تجذب المتابعين بالألعاب ، والإعلانات ، وأبواب التعارف والزواج , وتجذب الشباب بالمحادثات (السفيهة) مع البنات. ويكثرون من فتاوى (الحلال والحرام) إلى درجة الإيهام أنهم يقبضون على الدين بإحكام ، كأن يحرم أحدهم على المرأة أن تفرق شعرها من وسط الرأس! عدا المغالطات التاريخية والأخطاء اللغوية الفادحة ، والتبذل في استعمال اللغة العامية بغاية التعمية على الواقع العربي المعيش . عموماً إنهم يبيحون الدين والجنس ويحرمون السياسة كالكثير من الأقنية الفضائية العربية ، إنهم يتعاملون بإثارة الرغبة والتلويح بالرهبة
|
|