لمناقشة قضايا الزراعة الرئيسية , والأمن الغذائي في بلدان المنطقة , واستعراض التطورات الأخيرة في جولة الدوحة , التي أقرتها منظمة التجارة العالمية , ومناقشة مواضيع الالتزامات لدى منظمة التجارة العالمية , وآلية تطبيق الاتفاقات .
فإن جرت هذه المناقشات على أساس ما يجري من انهيارات مالية وما سوف يتبعها من انهيارات اقتصادية , ربما تكون سابقة في تقديم الدلائل على سوء ما ذهب إليه العالم في قضايا العولمة , وربما تكون منظمة التجارة العالمية , هي أسوأ هذه القضايا , وذلك قبل أن يتوصّل العالم إلى القناعة بأنَّ ما جرى قد جرى , فصار علينا أن نُبادر , وأن نتلمّس مصالحنا تبعاً لوقائعنا , ولما ينسجم مع ظروفنا , وأن تبدأ الأصوات بالتعالي كي نتوقف عن الفرح بقدرتنا على اتخاذ قرار اللحاق بالآخرين , فما أن نبدأ حتى ( يُكوّعوا ) إن جرت المناقشات على هذا الأساس فنحن بخير.
أما إن كان القائمون على هذه الورشة , سوف يضعون على أعينهم عصبة سوداء , ويعتبرون أنَّ شيئاً لم يكن , ومن ثم يُبحرون في مناقشة الآثار التي سوف تتركها حالة الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية , على الزراعة والأمن الغذائي , وكيفية القدرة على التوصل إلى الالتزامات تجاه هذه المنظمة , والعثور على آلية تطبيق الاتفاقيات , فسيكونون كمَنْ يُحاول أن يملأ السلة ماءً , ولن تمتلئ ..! ولا أدري كيف يمكن لأحدٍ أنْ يُجهدَ نفسه بأمرٍ يكون حامله مُهدّداً بالسقوط ..?! أي لا أدري كيف نهتم بانعكاس الانضمام للمنظمة على الزراعة , وعلى الاقتصاد ككل , والبحث في آليات قبولها لنا , في الوقت الذي قد تنهار فيه هذه المنظمة , أو على الأقل تُفرّغ من مضمونها الذي ربما لم يعد مناسباً لأحد بهذا الشكل , لاسيما أن أهم المناصرين لها ( الولايات المتحدة) حاولت مراراً تفريغها من مضمونها أصلاً , وحتى قبل هذه الانهيارات .. فكيف سيكون الأمر بعدها ..?!
لعلّ الأفضل لنا ولغيرنا في هذه الأيام الاقتصادية العصيبة , أن نبحث عن بدائل جديّة لتلك العولمة ( الخلاّقة ) وعلى رأسها منظمة التجارة , وما ذهبت إليه فقد أثبتت لنا تلك العولمة أن الفوضى هي الفوضى مهما حاولوا تزيينها بلباس لم يكن لها يوماً .
ali.gdeed@gmail.com