تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صفر في الإنشاء

أبجد هوز
الأربعاء 22/10/2008
خطيب بدلة

طلبت معلمة اللغة العربية من طلاب الصف الخامس بمدرسة الشهيدة جميلة بوحريد من التلاميذ أن يكتبوا موضوعا عن المطر, ووضعت لهم رؤوس أقلام ليهتدوا بها أثناء الكتابة وهي:

مقدمة تصف شعور التلميذ حينما يهطل المطر وينقر على النافذة بحباته الجميلة.‏

الحديث عن أهمية المطر في ري التربة وغسيل أوراق الشجر وتغذية الآبار والمياه الجوفية بالمياه العذبة.‏

الاستشهاد بما يحفظ التلميذ من أقوال مأثورة وأشعار التي تشيد بالمطر وتحكي عن أهميته.‏

خاتمة مناسبة.‏

وكان أكثر الموضوعات التي تسلمتها المعلمة غرابة ومدعاة للتأمل هو موضوع يبدؤه كاتبه بعبارة:أنا أكره المطر.‏

أخرجت المعلمة ورقة التلميذ من بين رزمة الأوراق الامتحانية وشرعت تقرؤها باهتمام شديد, وفيها:‏

أنا أكره المطر, حارتنا ليست مزفتة, وبمجرد ما يهطل المطر تتحول الأتربة التي تغطي الزقاق والساحة إلى طين لزج, إذا دسنا عليه زحطنا ووقعنا على وجوهنا, وإذا لم نزحط فإننا نحمله بأحذيتنا إلى المدرسة وهنالك يقف في وجهنا الآذن الضخم أبو وليد, ويوبخنا, ويقول لنا: ارجعوا من حيث أتيتم.‏

ونحن بدورنا نتغامز ونندفع داخلين رغماً عنه ووقتها يمسك التلميذ الأصغر حجما بين الجميع, وهو أنا ويشدني من أذني حتى ليكاد يقطعها, ويعيدني من حيث أتيت.‏

وحنيما يهطل المطر وأنا خارج الحارة لا يعلق الطين بحذائي, ولكن حذائي مخروق من أسفله, وسرعان ما تمتلئ فردتا الحذاء بالماء, ووقتها أمشي وأسمع صوت جقجقة الماء بداخلهما يقول: فش فش..‏

وللمطر ذكريات سيئة لدينا أنا وإخوتي, فالوالد يمنعنا من تشغيل المدفأة حينما يكون هو خارج البيت, لأن ثمن ليتر المازوت على حد تعبيره(واوا), ووقتها نكون أمام خيارين, فإما أن نجلس في أمكاننا ونرتجف من البرد, أو نخرج إلى الزقاق ونلعب ألعابا عنيفة لكي تدفأ أجسامنا, وبعد اللعب, وبمجرد ما ندخل إلى البيت وتلاحظ الوالدة أننا بللنا ثيابنا بالمطر, ووسخناها بالوحل تنهال علينا ضربا بكل ما أوتيت من قوة, ووقتها نجلس ونبكي, لأن الوالد حينما يعود سيضربنا مرة أخرى, وفي اليوم التالي ستضربنا الآنسة لأننا لم نتمكن من كتابة الوظيفة.‏

هيك وهيك بالمطر.‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 21/10/2008 23:55

إن كانت الحادثة صحيحة فلا أعتقد أن المعلمة قد عرفت الجواب المناسب.

أحمد فارس |  ahmd523@hotmail.com | 12/11/2008 11:29

لكل منا استجابة تتناسب مع منظوره في تقييم الأمور وبرأيي فان كاتبنا كالمطر والذي أرى فيه الخير يسقينا المعرفة التي ننتظرها فقط على طريقته

أبو طارق |  essaadi17@gmail.com | 22/12/2009 20:16

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أول ما شد انتباهي : اسم المدرسة ** الشهيدة جميلة بوحريد ** و إن لم تخني االذكرة ** جميلة بوحيرد** هذا لاسم الصحيح لبطلة جزائرية حكم عليها بالاعدام من طرف الاستتدمار الفرنسي و لم ينفذ و لا زالت على قيد الحياة إلى اليوم... الموضوع : انظلاقا من البيئة فالتلميذ عبر بكل أمانة عما يعانيه أطفال أكثر الطبقات العربية الكادحة...

ILHAM AMZLI |  | essaadi17@gmail.com  | 21/01/2010 17:55

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله وبركاته أول ما شد انتباهي : اسم المدرسة ** الشهيدة جميلة بوحريد ** و إن لم تخني االذكرة ** جميلة بوحيرد** هذا لاسم الصحيح لبطلة جزائرية حكم عليها بالاعدام من طرف الاستتدمار الفرنسي و لم ينفذ و لا زالت على قيد الحياة إلى اليوم... الموضوع : انظلاقا من البيئة فالتلميذ عبر بكل أمانة عما يعانيه أطفال أكثر الطبقات العربية الكادحة...

فاطمة شرتوف . |  خبر مثير  | 22/02/2010 22:02

قرات خبرا مثيرا في جريدة او مجلة او سمعته من مدياع او شاهدته على شاشة التلفاز او التقطته من شبكة الانترنيت.تحدث عن هده الفيضنات.

شيماء |  sousou_elhany@exemple.com | 05/03/2010 15:51

اعجبني الانشاء كثيرا واتمنى توفيقا ليل جميع

yasser |  yasser_rial@live.fr | 07/03/2010 00:38

ان الاستادة لم تفهم ما كتب التلميد فهو يحكي معاناته وان الاستادة تتكلم مع تلميد صغير ويمكن ان التلميد لم يفهم بشكل صحيح

شيماء |  shaymaelaf@yahoo.com | 07/04/2010 09:48

العلم نور والجهل اظلم

khadija |  sawyol_sam@hotmail.fr | 12/05/2010 19:11

تعبير رائع، أسلوب جميل، وكلام جد منطقي إضافة إلى لغة فصيحة، وصف دقيق يستحق 10/10

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خطيب بدله
خطيب بدله

القراءات: 833
القراءات: 977
القراءات: 881
القراءات: 1244
القراءات: 1262
القراءات: 1009
القراءات: 1432
القراءات: 906
القراءات: 1097
القراءات: 2052
القراءات: 1212
القراءات: 1048
القراءات: 1045
القراءات: 1440
القراءات: 1027
القراءات: 1134
القراءات: 1204
القراءات: 1248
القراءات: 1077
القراءات: 1299
القراءات: 1090
القراءات: 1243
القراءات: 1174
القراءات: 1229
القراءات: 1279

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية