والتي فشل فيها حزب العدالة والتنمية بالحصول على الأغلبية التي تمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده وتحقيق أحلام أردوغان بتغيير الدستور من أجل السيطرة المطلقة على السلطة.
ظاهرياً أعلن أردوغان انضمامه إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي لكن الحقيقة التي أثبتتها ممارساته القمعية ضد معارضيه تؤكد أن حزب العدالة والتنمية يعمل جاهدا لاستغلال الحرب على داعش من أجل تصفية معارضيه بالداخل وإحراز مكاسب سياسية تمكنه من إجراء انتخابات مبكرة تصب في مصلحته، وبالتالي العودة إلى تحقيق أوهامه باستعادة السلطة بشكل منفرد .
ألاعيب أردوغان وخططه الدامية لم تعد تنطلي على الرأي العام التركي والدولي، فالشعب التركي بات يشعر بعدم الاستقرار نتيجة سياسات الحكومة التركية الطائشة والداعمة لإرهاب التنظيمات التكفيرية، وبالتالي فان محاولات الهروب إلى الأمام في الأزمة الداخلية التركية وتجييش الرأي العام التركي على حزب الشعوب الديمقراطية لن يحقق لأردوغان أوهامه، بسبب الغضب الشعبي العارم ضد سياساته الحمقاء التي أوصلت الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد إلى ما هي عليه اليوم من الاهتزاز والفوضى وعدم الاستقرار .
المتغيرات الإقليمية والدولية لم تعد تخدم أردوغان وخاصة فشله في إسقاط الدولة السورية بفضل الصمود الأسطوري للسوريين، وتوقيع الاتفاق النووي الإيراني الذي يعطي المزيد من القوة لمحور المقاومة، أضف إلى ذلك نتائج الانتخابات البرلمانية التركية المخيبة لأردوغان والهزات العنيفة التي تعرض لها الأمن والاقتصاد في تركيا كل ذلك يشير إلى حالة فشل وإخفاق لأردوغان وحزبه وبداية النهاية لمشروعه السلطوي نتيجة ازدياد الوعي الشعبي التركي لمخاطر سياسته الاخوانية التي استباحت دماء شعوب المنطقة ودماء الأتراك أنفسهم .
mohrzali@gmail.com