بالمقابل استطاعت الدولة السورية بصمودها، وإصرارها على انتزاع حقها والحفاظ على سيادتها أنْ تبقى ثابتة في وجههم، فكانت عصية عليهم، ولم يستطيعوا لا هم ولا أسيادهم أن يدركوا عمق الجذور السورية المتأصلة في إصرار الشعب وقيادته على البقاء أعزاء شامخين، ورافضين للخضوع والاستعباد.
ولعلّ أقسى هذه الضربات التي حاولوا توجيهها للاقتصاد الوطني، هي العمل على توقف الإنتاج، فالكثير من أولئك الانهزاميين من رجال الأعمال، تركوا مصالحهم، وأغلقوا منشآتهم، وتوقفوا عن الإنتاج، وسرّحوا العاملين وألقوا بأغلبهم في عالم المجهول، في حين أقدم الإرهابيون على استكمال المشهد الكفيل - حسب زعمهم - بوقف عجلة الإنتاج..
ومن لم يفعل ذلك من رجال الأعمال حاولوا ضرب مصنعه ومنشآته، واعتدوا على الكثير من منشآت الدولة ومصانعها، غير أن الدولة احتضنت جميع العاملين الذين دمّر الإرهاب أماكن عملهم، ولم تتوقف عن الإنتاج، فاستمرت بمحاولات إعادة الإقلاع، في حين أقامت مصانع هامشية كبدائل عن تلك التي دمرها الإرهابيون، متحدية بذلك إرهابهم، ومصرة على إفشال مخططاتهم المجرمة.
وقد وصلت هذه المحاولات أوجها عندما أقدمت الحكومة الأردوغانية في تركيا على تسهيل سرقة آلاف مصانع حلب، فهي تدرك أبعاد توقف الإنتاج، وانعكاسه الخطير على مستوى المعيشة وعلى الأسواق، غير أن العديد من رجال الأعمال الشرفاء وقفوا إلى جانب الدولة في متابعة الإنتاج والمثابرة عليه، وأثبتوا أن هذا ممكن رغم كل شيء، ومع الأيام شجعوا غيرهم للعودة إلى الإنتاج بعد أن توقفوا خوفاً وحذراً.
من هنا نوّه السيد الرئيس بشار الأسد ( وعلى الملأ ) في خطابه مؤخراً، بأن أبواب الاقتصاد مفتوحة ..
كما أشار إلى أنه في عام 2012 وهي أسوأ سنة اقتصادية مرت علينا كان السبب ليس فقط الظروف و إنما الكثير من السوريين كان يعتقد بأنه يجب أن يؤجل أعماله حتى تتحسن الظروف ويعود للعمل وعندما اكتشف بأن الأمور ستطول قرر أن يتأقلم مع الظروف وبدأنا بالإنتاج وهذا العام كان التصدير نسبيا جيدا وعندما نبدأ بالتصدير ويبدأ الإنتاج وتبدأ بعض القطاعات تتحرك فهذا يعني بأننا قادرون .. الأبواب مفتوحة .. علينا أن نبحث عن طرق وأساليب ووسائل ..
هكذا شخّص السيد الرئيس الحالة، وهكذا هي فعلاً ، فالأمل قائم .. ويزداد اتساعاً.