لكن السؤال الذي يطرح نفسه ويثير الدهشة هو ماذنب الأطفال الفلسطينيين الرضع حتى تقوم قوات الاحتلال بتدمير حليبهم وتخريبه وهو بالكاد يسد جزءاً قليلاً من حاجتهم إليه بسبب الحصار المستمر على غزة منذ قرابة ثلاث السنوات .
هل أصبح حليب الأطفال باروداً للصواريخ التي تنطلق إلى المستعمرات المجاورة للقطاع رداً على القتل اليومي للفلسطينيين ورجال المقاومة أم إن ذلك استراتيجية اسرائيلية جديدة هدفها القضاء على عنصر المقاومة المستقبلية للاحتلال بعد عجزه عن القضاء على فكرة المقاومة التي راهن عليها الصهاينة المؤسسون.
إن هذا الفعل الإجرامي الصهيوني لايمكن تفسيره إلا في سياق الانتهاك الفاضح لكل المعايير والقيم الانسانية والدولية ولأبسط قواعد القانون الدولي التي تحكم الشعوب الواقعة تحت الاحتلال .
ولأن حصار المدنيين حتى في حالات الحرب والاشتباك المسلح أمر لايقره القانون الدولي ولاتعترف به المعاهدات التي أقرت بعد الحرب العالمية الثانية , بل وترفضه رفضاً قاطعاً لما له من آثار كارثية وخصوصاً على الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى فإنه بات من الضروري جداً كسر حصار غزة بل إنه أصبح حاجة ملحة جداً كما أكد السيد الرئيس بشارالأسد خلال لقائه وزيرالخارجية البريطاني ديفيد ميليباند لأن بقاءه أكثر من ذلك سيسبب كارثة كبرى تطال أكثر من مليون ونصف المليون من الفلسطينيين وسيتحمل العرب خاصة والعالم على وجه العموم مسؤوليتها وآثارها المأساوية أمام الأجيال القادمة .