إضافة إلى العامل الآخر الذي يحدد بوصلتها في الشرق الأوسط وهو حماية أمن الكيان الاسرائيلي على المدى القريب والبعيد.
وهذان الهدفان الرئيسيان كانا السبب للغزو الأميركي للعراق , وحتى عندما بدأت المؤسسات الرسمية الأميركية الحديث عن الاتفاقية الأمنية مع العراق فإنها وضعت بنودها لتحقيق هذين الهدفين فضلاً عن ترتيب خارطة المنطقة برمتها بمايتناسب مع المصالح الاستراتيجية الأميركية .
ومثل هذا الكلام اعترفت به الصحافة الأميركية ذاتها , فصحيفة ( تريبيون ميدياسرفس) قالت منذ أيام إن ( البنتاغون) ومنذ أن طرح موضوع الاتفاقية الأمنية قرر - وبحماسة شديدة - مواصلة المهمة الثابتة التي جاءت القوات الأميركية إلى العراق من أجلها وهي الحفاظ على اسرائيل والسيطرة على النفط , وملخصة أسباب الإصرار على الاتفاقية الأمنية بمحاولات إحكام السيطرة على موارد النفظ الضخمة وهو مايستدعي استمرار بقاء القوات المحتلة في العراق لأمد بعيد.
ومن هنا نستطيع قراءة بنود الاتفاقية التي تناور لإطالة هذا البقاء بالحديث أولاً عن ثلاث سنوات أخرى للانسحاب, ومن ثم التمهيد للبقاء سنوات إضافية أخرى من خلال البنود الملتبسة في الاتفاقية , والتي تقول مرة : ( الانسحاب مرتبط بالوضع على الأرض ) أو ( بناء على طلب من الحكومة العراقية ) .
فمثل هذه العبارات المطاطة ستمكن الاحتلال من المراوغة واللعب مجدداً بعد ثلاث سنوات ليطلب عام 2011م أن تستمر قواته سنوات أخرى,ومن يدري فقد تكون المطالب آنذاك بالعقود وليس بالسنين بحيث يأتي الاحتلال ليقول نظراً لكذا وكذا على أرض الواقع فإننا سنبقى عقداً إضافياً أو عقدين وإننا بحاجة لقواعد عسكرية دائمة والحبل سيظل على الجرار مادامت فقرات الاتفاقية تحمل كل هذا الغموض والملاحق السرية والعبارات المطاطة !!