هكذا يتحدث الوزير الاسرائيلي شاؤول موفاز عما يجري في غزة وقطاعها, وكما لو أن هناك مفاوضات جادة تجريها اسرائيل مع الفلسطينيين .. وكما لو أنها وحكوماتها المتعاقبة توقفت يوما عن ارتكاب الاغتيالات المنظمة بحق المقاومين الفلسطينيين وقادتهم .. وكما لو أنها لم ترتكب بعد بحق غزة وغيرها من المناطق المحتلة سوى الحصار والإغلاق والتجويع ?
مليون ونصف المليون فلسطيني تغتالهم اسرائيل يوميا وببطء منذ سنين, تقتل مقومات الحياة والعيش لديهم كل لحظة, وتمارس ضدهم أبشع أشكال القتل والتجويع والقهر ثم يهدد مسؤولوها بإجراءات عقابية يرتكبون كل يوم ماهو أفظع منها بكثير للإيحاء بأنهم لايزالون في طور التهديد والوعيد فحسب.
جزء كبير من مأساة غزة ماكان ليكون بهذا الحجم وبذلك الإيلام لو لم تكن الساحتان العربية والفلسطينية على ماهما عليه من التشتت وافتقاد وحدة الموقف والكلمة ولو لم يألف بعض العرب (الفرجة) أكثر كثيرا من ممارسة الانتماء, ولو لم يألف هذا البعض الطرق الملتوية واللولبية أكثر كثيرا من الطرق المستقيمة .
العالم يتفرج, وبعض العرب يتفرج أيضا, أما العصي فلا يعدها إلا من تذهب بجلده ولحمه !!