تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إلى الحساب .. وإعادة الإعراب

معاً على الطريق
الثلاثاء 11-6-2013
خالد الأشهب

حتى « إتلاف « الدوحة , كما يتلفظ باسمه الشيخ حمد , شارك في جوقة الاستنكار والشجب , التي رافقت الكشف عن قصة إعدام الصبي ذي الخمسة عشر عاماً في حلب بتهمة الكفر ,

قصة لم يكن بالإمكان , مثل الكثير غيرها, إعادة إلصاقها بأحد سوى المتطرفين التكفيريين , فكان التنصل منها ومن ثم استنكارها وشجبها .. أفضل كثيراً من اتهام الآخرين بها ..!‏

لا أقصد إعادة رواية القصة , بل إعادة رواية المواقف منها ومن أمثالها .. مواقف طيف من المعارضة السورية التي دأبت على توصيف نفسها بالثقافة والعلمنة , أراها اليوم أكثر إيلاما في تطرفها من الألم الذي جاءت به الأطياف المذهبية التكفيرية من الوهابية وسواها , ذلك أن الألم المتغلغل فينا تكتيكياً , على طريقة الانسحاب التكتيكي إياه , لا يوازيه ذلك الألم الذي تغلغل فينا استراتيجياً ومنذ بداية الأحداث .. على يد أولئك المعارضين من مدعي الثقافة والعلمنة , والذين كانوا , ولا زالوا , أكثر تطرفاً من التكفيريين أنفسهم وإن لم يكن تطرفهم قائماً على قاعدة الدين أو المذهب .‏

قد نلتمس لرجل الشارع البسيط العذر في أن تأخذه الأهواء والجهل بالأشياء في دروب من الخطيئة والانحراف سواء في إنتاج المواقف أو تبنيها , وقد نلتمس له العذر في أن يكون في لحظة ما وفي مكان ما محددين ضحية جهل معرفي أو إعلام مزيف أو تهويل عاطفي .. لكن :‏

كيف ألتمس العذر لمثقف علماني معارض أدرك ضآلة حجمه ودوره في الشارع , فالتمس جماهيرية التجييش والصخب من قرقعة سيوف وسواطير الغارقين في التطرف الديني المذهبي .. الضالعين حتى أنوفهم في مشاهد الجريمة البدائية الهمجية ... وهو يعرف سلفاً أنه , ورغم تحالفه معهم , إنما هو صفر مكعب في معاييرهم ومكاييلهم ؟‏

كيف ألتمس العذر لمثقف علماني معارض أن يكون , وبإرادته , الحصان الطروادي للمتطرفين التكفيريين القتلة , في أن يغسلوا بمائه وجوههم السوداء .. وباسمه سجلاتهم المخزية , وبلسانه مؤخراتهم وتواريخهم القذرة .. وعلى يديه يعيدون اصطفافهم في هوامش الاعتدال والسماحة .. كذباً وخداعاً وتعمية للناظرين من البسطاء من قليلي الإيمان والمعرفة معاً ؟‏

كيف ألتمس العذر لمثقف علماني معارض يتكىء في ادعاء ثقافته وعلمانيته ونزوعه إلى الديمقراطية على رموز الجهالة والتطرف والتعصب وجماهيرها .. ثم يأتيني زاعماً أنها الثورة وتحالف الثوار ؟‏

اليوم يتهاوى أبناؤنا وبيوتنا ومنشآتنا تحت ضربات الإرهاب والتكفير والتطرف , وغداً سوف يتهاوى الكثير الكثير من مفاهيمنا ومصطلحاتنا ورؤانا ورموزها وشخوصها تحت ضربات الحساب وإعادة الإعراب !!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2201
القراءات: 2102
القراءات: 2524
القراءات: 2481
القراءات: 2255
القراءات: 2623
القراءات: 2569
القراءات: 2504
القراءات: 2274
القراءات: 2598
القراءات: 2809
القراءات: 2701
القراءات: 2402
القراءات: 2862
القراءات: 2930
القراءات: 3012
القراءات: 2794
القراءات: 3170
القراءات: 3122
القراءات: 3227
القراءات: 2625
القراءات: 3093
القراءات: 3580
القراءات: 3342
القراءات: 3399

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية