وفضلوا بدلا من ذلك الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي المعطل والمشلول حيال اسرائيل منذ قيامها بإرادة أمريكية وغربية متواطئة ومنحازة ومشاركة في العدوان منذ نشوء هذا الكيان الغاصب.
المراهنون على أن مجلس الأمن الذي كان سيتخذ إجراء لا ترضى عنه اسرائيل إما مصابون بالعمىالسياسي.أومشاركون فعلياً بكل ما يجري في غزة من قتل ودمار وحصار, وهو ما تؤكده الأحداث وتكشفه الوقائع مهما حاولوا إخفاءه أو طمس معالمه . فقد أصدر مجلس الأمن بياناً رئاسياً غير ملزم دون أي التفات لمشروع القرار العربي0
لقد بدا واضحاً خلال الأيام الماضية على المجزرة الرهيبة والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني أن أمريكا وإسرائيل ،لا ترغبان بأن يتخذ مجلس الأمن أي قرار لوقف العدوان، ولذلك تم تعطيل إصدار مثل هذا القرار ثلاث مرات متتالية وسيتم تعطيل أي قرار ما لم يأت لمصلحة إسرائيل وطالما تعتقد أنها ربما تستطيع تحقيق أي تقدم على الأرض, أو أن لديها أمل بإحراز انتصار ولو كان شكلياً على فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة التي أثبتت حتى هذه اللحظة أنها تمسك بالميدان ومتشبثة في مواقعها تمنع العدو من التقدم باتجاه أهدافه.
حيال كل ما جرى ويجري من مقاومة أسطورية وتماسك شعبي قل نظيره في ظل ظروف إنسانية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً فإن أمام العرب المتواطئين على الشعب الفلسطيني فرصة أخيرة للاستجابة للدعوة السورية والقطرية لعقد القمة العربية، واتخاذ إجراءات ربما تعوض ما فاتهم من مواقف مشرفة كانت ستسجل لهم أمام شعوبهم أولاً وأمام شعوب العالم الحر ثانياً.
ولهم في الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أسوة حسنة.
فهل يفعلون؟ أم إنهم قطعوا حبال التوبة ووصلوا إلى مرحلة يعرفون أنها لا تجدي معها المغفرة مطلقاً.