تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«التهدئــة» والانتفاضـة؟!

الافتتاحية
السبت 3-1-2009م
بقلم رئيس التحرير أســـــــــعد عبـــود

هل نحلم بالانتفاضة..

في رام الله الفلسطينية، أسرع شبان وفتية إلى الحجر.. ومنهم من أعاد قنبلة مسيلة للدموع إلى قوات الاحتلال قبل أن تنفث دخانها.. مشهد كان يوماً بوابة للنصر أغلقت بخطأ أو بسوء نية، فكانت الكارثة..‏

هل نحلم اليوم بالانتفاضة مرة أخرى؟‏

عادة السلاح الواحد لا يستخدم مرتين.. أو لا يكون له الأثر ذاته مرتين.. لكن.. في احتمالات انتفاضة سيكون تأثيرها اليوم أكبر من انتفاضة ثمانينات القرن الماضي التي أجهضتها الثقة بالعدو والبحث عن السلام من تحت الطاولة.‏

اليوم.. كل حلفاء أميركا ارتكبوا خطيئة سوء التقدير.. وظنوا أن النعاس أدرك خصومهم.. بل النوم.. بل ربما الموت! قوة السلاح والمال والاعلام أخرجت مقولة تعاش ولا تقال: إما أن تكون مع أميركا.. وإما أنه لا معنى لك ولا وجود..‏

هل تدرك اليوم القوى المتحالفة مع أميركا وإسرائيل ضد غزة.. حجم القوى المتحالفة مع غزة.. مع فلسطين..‏

إنها انتفاضة في شوارع العالم تفجرها غزة المقاتلة.. وستكتمل قوتها إن تحركت الجموع الفلسطينية إلى انتفاضة أخرى..‏

أعلم أن الزمن متغير.. وأن المتغيرات لا تبقي الامكانيات ذاتها ولا الآثار.. لكن.. وفق ما حصل حتى الآن هناك انتفاضة.. وهي قوة لابد أن يحسبوها.‏

أصحاب أيديولوجية «التهدئة» لابد أن يضعوا في حسابهم أنها ليست غزة وحدها الطرف الآخر لتوازن المعادلة معهم في التهدئة.. ليست حماس وحدها! فإذا كانوا يقصدون بالتهدئة عملية توقف على أساس التوازن النسبي حسب القوة فليتذكروا قوة هذه الانتفاضة في شوارع العالم العربي.. والاسلامي.. والدولي..‏

يطرحون «التهدئة» ولا يخفون لومهم لـ «مغامرة» حماس، ألم يصفوا يوماً قتال المقاومة ضد العدو في لبنان حتى تحقيق النصر الأكيد عليه بأنه «مغامرة»؟!‏

من الضروري أن نذكرهم -إن كانوا قد نسوا- أن حماس نفذت التهدئة وتوقفت عن قصفها المستوطنات الإسرائيلية.. واعطت فرصة لأشهرٍ لم تتوقف فيها إسرائيل عن مهاجمة غزة والبقاع الفلسطينية وهي التي أوصلت الأمور إلى سقوط «التهدئة».‏

اليوم غزة لها في ذمتهم أكثر من 400 شهيد، هل يتوقعون أن تقبل التهدئة مع عودة الحصار وابقاء مفاتيح المعابر في جيوبهم يفتحونها متى يشاؤون ويغلقونها متى يشاؤون؟!.‏

فك الحصار، لا بد أن يكون نتيجة أكيدة للحرب القذرة التي شنتها إسرائيل و «حلفاؤها» على غزة وشعبها.‏

غزة أكبر من غزة، وحماس أكبر من حماس، غزة وحماس امتدتا لتصلا إلى أطراف العالم وشوارعه وصوت يقول: نحن أمة عربية ضمن أمة إسلامية ضمن شعوب العالم الحرة، ولنا كل الحق في مقاتلة عدونا ومحتل أراضينا.‏

أمس فقط أكدت استطلاعات للرأي في إسرائيل أن شعبها بأكثريته يريد المضي في الحرب ضد غزة.. ونحن نريد المضي في المقاومة مع غزة.‏

نحن أمة ليس من حق أحد أن يشل أي جانب من جوانب قوتها بدءاً من مسيرة في شارع وانتهاء بمؤتمر قمة.‏

عندما نقول كلمتنا كأمة نقترب خطوة من «التهدئة».‏

من يُفهم العدو شروط التهدئة في ظل التبجح العسكري، وجبروت القوة، وشعوره أنه يواجه غزة وحماس وحدهما، ألم يطعن بالتهدئة سابقاً، بل إن العدو سيقيم كبير الاعتبار لـ «التهدئة» إن كان وراءها أمة، وستكون الرسالة أوضح إن وضع العدو بين خيارين: إما التهدئة وإما الانتفاضة..‏

مثل هذه التهدئة تقوم على عناصر توازن القوة ويمكنها أن تستمر..‏

فهل يقبل الذين يطرحون «التهدئة» خياراً استراتيجياً أن يقدموا عناصر القوة لها..‏

إذن لنلتق.. دون اعتبار لما قد ينجم عن لقاء غيرنا.. والدوحة تنتظر..‏

a-abboud@scs-net.org‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 03/01/2009 08:15

أسلوبهم الحكيم (ياله من حكيم) هو قوتك في ضعفك, فاجلس بجانب الوحش ولحمس له, لعله يتوقف عن افتراسك, وحتى لو التهم الوحش كل الفريسة, فإن الجلاد سينتهي دوره كجلاد بموت الضحية, وبالتالي لايعود الجلاد جلادا!!, وبالتالي هم يعرفون لكنهم يتناسون, ولافائدة من تذكارهم بشيء, لقد قرروا أن يكونوا عبيدا عند الغرب المتوحش, ووحوشا على شعوبهم التي لايريدونها إلا عبيدا!!, هذه رؤيتهم وهذه طريقهم ولن يحيدوا عنهما, وإلى أن ينتهي استهلاكهم بجرم عدوهم أو يتم تآكلهم بفعل إرادة شعوبهم.

جلال |  hasanpavlova@gmail.com | 03/01/2009 20:13

ليس لنا الا تعزيز دور المقاومة المقاومة فقط ولا شئ غير المقاومة غير هذا سيكون له انعكاسات أسؤ من انعكاسات نكسة حزيران . التهدئة يعني التنازل , التراجع . لا مجال لنا الا الصمود الصمود الصمود و التاريخ سيحاسب كل من تخاذل وليس هناك قوة في العالم تعلو فوق قوة الحق نحن لانريد موقفا ولا قرارات نحن نريد دعم المقاومة بكل شئ بكل ما فينا من قوة وايمان بالنصر .

عثمان أسبر0000000 |  osman236541@hotmawl .com | 04/01/2009 23:03

المقاومة هي التي سترجع الحقوق الى أصحايها غير ذلك فكله سراب فصبرا أيها المجاهدون في أرض الرباط فمثواكم الجنة وبأذن الله عز وجل 00000000000000 أفتحو لنا الحدود لنريكم ما لا تراه أعينكم 0000 والسلام

عثمان أسبر0000000 |  osman236541@hotmawl .com | 04/01/2009 23:03

المقاومة هي التي سترجع الحقوق الى أصحايها غير ذلك فكله سراب فصبرا أيها المجاهدون في أرض الرباط فمثواكم الجنة وبأذن الله عز وجل 00000000000000 أفتحو لنا الحدود لنريكم ما لا تراه أعينكم 0000 والسلام

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 أسعد عبود
أسعد عبود

القراءات: 790
القراءات: 819
القراءات: 809
القراءات: 902
القراءات: 749
القراءات: 869
القراءات: 813
القراءات: 859
القراءات: 790
القراءات: 835
القراءات: 737
القراءات: 828
القراءات: 826
القراءات: 790
القراءات: 830
القراءات: 962
القراءات: 698
القراءات: 1006
القراءات: 1166
القراءات: 901
القراءات: 859
القراءات: 1185
القراءات: 1071
القراءات: 854
القراءات: 1013

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية