تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


من يحتاج التغيير ??

البقعة الساخنة
الأربعاء 13/2/2008
خالد الاشهب

قبل سنوات , كانت العلاقة , اي علاقة , تربط بين جهة عربية واسرائيل هي نوع من الخطأ الاخلاقي والقيمي قبل السياسي , بل نوع من الكفر والزندقة , لا يلام منشئها او يقرّع فحسب , بل يعزل ويطرد الى خارج السرب , فما الذي حدث في هذا الزمن الاردأ لتصير العلاقة مع اسرائيل ميدانا للسباق والمباراة ?

المرشح الديمقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما يقود حملته الانتخابية تحت عنوان التغيير , ويشرح مفهومه لهذه المفردة , بأنها استبدال القيم الاخلاقية والسياسية الاميركية التي درجت خلال السنوات السبع الماضية من حكم الرئيس جورج بوش وفريقه المتطرف من تيار المحافظين ويقول بالحرف : علينا تغيير قيمنا قبل تغيير ساكني البيت الابيض , وبهذا الشعار يتقدم اوباما اليوم جميع منافسيه !‏

كثيرة التقارير والوثائق التي يجري الكشف عنها تباعاً , والتي تشير الى وجود علاقات غير علنية مع اسرائيل , تقيمها انظمة عربية او مسؤولون عرب , وبعض هذه التقارير تتحدث عن علاقات مباشرة مع الموساد الاسرائيلي كحالة العميل (نور ), وفق تصنيف سجلات الموساد , وهو رئيس حكومة عربي يدعي الاستقلال والسيادة والبحث عن الحقيقة وغير ذلك من الرنانات التي يروجها ويتحدث بها , ويشارك فريقا آخر من (الانوار ) امثاله في إشعال حرائق الفتنة في بلده , وفي التآمر على من حمى وصان الحرية والسيادة والاستقلال في هذا البلد ??‏

لنقل إن تسعين في المئة من هذه التقارير محرف او مبالغ فيه , حتى الصادر منها عن مرجعيات اسرائيلية توثيقية , غير ان العشرة في المئة المتبقية منها , مع مايؤكدها من الوقائع والحيثيات اليومية , يعيد الى الاذهان ذلك التشوه الاخلاقي والقيمي الذي شاب موضوع العلاقة مع اسرائيل , والذي خرج بتوصيف هذه العلاقات من دائرة الكفر والزندقة وادخلها دائرة القبول والتطبيع , ويؤكد ان مايعانيه العرب اليوم من داخل السياج أخطر بكثير ممايعانونه من خارجه !‏

اذا كان الاميركيون يحتاجون التغيير القيمي والاخلاقي قبل تغيير ساكني البيت الابيض رغم كل مافعلته ادارتهم في العالم ومنطقتنا بشكل خاص , فأي نوع من التغيير يحتاجه العرب ??‏

تعليقات الزوار

أيمن الدالاتي - الوطن العربي |  dalatione@hotmail.com | 13/02/2008 08:57

فئة غير قليلة خرجت من جلدها العربي وصارت في رغبتها الجامحة بقبول وجود إسرائيل والتطبيع معها إلى القبول بهيمنة إسرائيل وقيادتها للمنطقة, فالمهم عند هذه الفئة البزنس مع الغرب وترك الأوطان والقيم والعقائد في مهب الريح, وهؤلاء لاينفع الإصلاح معهم ولاحتى المشاركة في التغيير , إنما ينفع معهم فقط لاغير إستئصالهم لغير رجعة.والإستئصال لايكون إلا باستمرار الممانعة والمقاومة وتسجيل النجاحات تلو النجاحات, فلو ترافقت مع تغيير عصابة الشر في أمريكا فربما عاد الأمل الحي للواقع المعاش.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 خالد الأشهب
خالد الأشهب

القراءات: 2200
القراءات: 2100
القراءات: 2523
القراءات: 2479
القراءات: 2255
القراءات: 2622
القراءات: 2567
القراءات: 2504
القراءات: 2273
القراءات: 2596
القراءات: 2808
القراءات: 2700
القراءات: 2402
القراءات: 2861
القراءات: 2929
القراءات: 3010
القراءات: 2793
القراءات: 3170
القراءات: 3120
القراءات: 3226
القراءات: 2623
القراءات: 3092
القراءات: 3578
القراءات: 3341
القراءات: 3398

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية