وعندما نقول (تعامل) نفترض أن يكون تعاملاً حضارياً كونه- أي المتبرع- يقدم خدمة إنسانية لمن هو بحاجة ماسة لهذا الدم الذي قد يعيد له الحياة..
طبعاً كنا نسمع سابقا أن من يقدم على التبرع بدمه يقدم له بعض المأكولات التي تتناسب مع عودة النشاط والحيوية له فماذا حصل هذه الأيام?!
سؤال يفرض نفسه لا سيما بعد أن سمعنا أن من يقدم على التبرع بدمه عليه أن يدفع مبلغا من المال 200 ل.س كثمن للعبوة التي تحفظ له هذا الدم وبفعلهم هذا كأنهم يقولون للناس لا تتبرعوا بدمكم ولا تنقذوا من هو بحاجة للدم.
بطبيعة الحال ما أشرنا إليه ليس من فراغ كون الكثير من الناس الذين ذهبوا إلى تلك المؤسسة كان يطلب منهم ما أشرنا إليه, الأمر الذي دفعهم بالاحجام عن تقديم تلك الخدمة الإنسانية.
وهذا يعني أن ما تقدم عليه مؤسسة نقل الدم من تجاوزات كهذه تفوق المهمة الإنسانية التي أوجدت من أجلها, هذا بالإضافة إلى كوننا نسمع أن دماً كثيراً يتلف نتيجة عدم حفظه بشكل جيد وضمن الشروط الموضوعة لعملية الحفظ هذه, هذا أولاً, وثانياً: افتقاد هذه المؤسسة للياقة في التعامل مع المواطنين خاصة أولئك الذين يأتو بمحض إرادتهم ناهيك عن التعامل مع أولئك الذين يراجعون تلك المؤسسة بقصد الطلب منهم إما وثيقة تبرع أو إعفاء كون أي عمل عندنا يتطلب هذه الوثيقة التي تجيز للعاملين في هذه المؤسسة التعامل غير الحضاري مع الناس.
في كل الأحوال إن ما أشرنا إليه يتطلب من الجهات المعنية التدقيق به والوقوف عند هذه المسألة بكل مسؤولية ناهيك عن ضرورة أن يكون حفظ الدم المتبرع به وفق الأسس العلمية التي تبعد هذه المادة عن التلف ونعتقد أن تحقيق ذلك ليس بالأمر الصعب..